للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكلامين، إلا أنه أراد أن يضمِّن الكلام بيانَ انقسام المقال على الانفصال الحقيقيِّ فأتى بأداة المنع.

﴿تَهْتَدُوا﴾ جوابُ الأمر.

﴿قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ﴾؛ أي: قل يا محمدُ جوابًا عن قيلهم: بل نكونُ أهلَ ملة إبراهيم، على حذف المضاف.

وقرئ: (مِلَّةُ) بالرفع (١)، على معنى: بل المهتدون ملةُ إبراهيم.

﴿حَنِيفًا﴾ حالٌ من المضاف أو من المضاف إليه، والحنيف: المائل، والمراد: الميلُ عن الأديان كلِّها إلى دِينِ الحقِّ؛ كان يقال في الجاهلية لمن كان على دين إبراهيم : حنيفٌ، لميلهم عن طريقتهم إلى طريقةٍ غيرها.

﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ تعريضٌ إلى أن كلتا الطائفتين قد أَشركت.

* * *

(١٣٦) - ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.

﴿قُولُوا﴾ خطاب للمؤمنين، ويجوز أن يكون خطابًا للكافرين على أن المراد بقوله: ﴿بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ﴾: بل كونوا أهلَ ملَّتِه لتكونوا مهتدين، فيكون ﴿قُولُوا﴾ بيانًا له.

﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾؛ أي: بأُلوهيَّته ووحدانيَّته وسائرِ صفاته، ومن جملتها كلامُه فكان


(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٠).