الكلامين، إلا أنه أراد أن يضمِّن الكلام بيانَ انقسام المقال على الانفصال الحقيقيِّ فأتى بأداة المنع.
﴿تَهْتَدُوا﴾ جوابُ الأمر.
﴿قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ﴾؛ أي: قل يا محمدُ جوابًا عن قيلهم: بل نكونُ أهلَ ملة إبراهيم، على حذف المضاف.
وقرئ:(مِلَّةُ) بالرفع (١)، على معنى: بل المهتدون ملةُ إبراهيم.
﴿حَنِيفًا﴾ حالٌ من المضاف أو من المضاف إليه، والحنيف: المائل، والمراد: الميلُ عن الأديان كلِّها إلى دِينِ الحقِّ؛ كان يقال في الجاهلية لمن كان على دين إبراهيم ﵇: حنيفٌ، لميلهم عن طريقتهم إلى طريقةٍ غيرها.
﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ تعريضٌ إلى أن كلتا الطائفتين قد أَشركت.
﴿قُولُوا﴾ خطاب للمؤمنين، ويجوز أن يكون خطابًا للكافرين على أن المراد بقوله: ﴿بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ﴾: بل كونوا أهلَ ملَّتِه لتكونوا مهتدين، فيكون ﴿قُولُوا﴾ بيانًا له.
﴿آمَنَّا بِاللَّهِ﴾؛ أي: بأُلوهيَّته ووحدانيَّته وسائرِ صفاته، ومن جملتها كلامُه فكان