للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (ولكلِّ وجهةٍ) بالإضافة (١)؛ أي: وكلُّ وجهةٍ اللهُ تعالى [مولِّيها] (٢) أهلَها، واللامُ مزيدةٌ للتأكيد جبرًا لضعف العامل.

وقرئ: ﴿مولَّاها﴾ (٣)؛ أي: مولَّى تلك الجهةِ.

ولمَّا كان في التوسعة المستفادة من الكلام السابق إزاحةُ العذر في التوقُّف والتأخّر، رتَّب عليه الأمرَ بالمبادرة بقوله:

﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾؛ أي: تَسارعوا إلى أداء الصلاة في أوائل أوقاتها، والسَّبقُ: التقدُّم، والاستباق من الاثنين، ومن الجمع: التسابُق، وكذا التبادُر والابتدار (٤)، والتقاتُل والاقتتال.

وفي التعبير بالخير عن الصلاة دلالةٌ على تفوُّقها في الخيرية على سائر الأعمال الصالحة، فإن النوع الخاص إذا عُبر عنه باسم الجنس يدلُّ على فضله على سائر الأنواع.

﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ﴾؛ أي: في أيِّ موضعٍ كنتُم أحضركم الله المحشرَ للثواب والعقاب، استئنافٌ تعليليٌّ للأمر المذكور.

وإنما قال: ﴿جَمِيعًا﴾ لأن نكال العاصي على رؤوس الأشهاد يكون أشدَّ فظاعةً، والإحسانَ للمطيع في تلك الحال يكون أقوى تأثيرًا في تحسير (٥) العاصي، ففيه تأكيد التحذير.


(١) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٠)، و"تفسير الطبري" (٢/ ٦٧٨).
(٢) ما بين معكوفتين من "الكشاف" (١/ ٢٠٥)، و"تفسير البيضاوي" (١/ ١١٣).
(٣) هي قراءة ابن عامر من السبعة. انظر: "التيسير" (ص: ٧٧).
(٤) في "ف": (التبادر في الابتدار).
(٥) في "ك": (تخسير).