للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحُذف جواب (لو) إيماءً إلى أنه لا يمكنُ التعبير عنه، إمَّا لكونه أربَى على العبارة، أو كونه ممتنعَ الاكتناه (١) أو لا يحتملُ المعبَّر لغاية الضجر والجزع والتفجُّع عليه أو المستمع.

وقُرئ: (ولو ترى) بالتاء (٢) على خطاب الرسول ، أو كلِّ مخاطَبٍ على ما ذُكر من التفخيم، ومعناه: لرأيتَ أمرًا عظيمًا لا يمكن وصفُه.

وقُرئ: ﴿إِذْ يَرَوْنَ﴾ على البناء للمفعول (٣).

﴿أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ سادٌّ مسدَّ مفعولي ﴿يَرَى﴾؛ أي: ولو يعلمون حين معايَنتهم العذابَ يوم القيامة أنَّ القدرة المطلَقة على كلِّ شيء من الثواب والعقاب كلَّها للّه تعالى دون مَن سواه من الأنداد وغيرِهم.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ للظالمين، لكان ما لا يدخل تحت الوصف من الحسرة والندامة على ظلمهم وضلالهم، فحُذف الجواب كما في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ﴾ [الأنعام: ٢٧].

وقُرئ: ﴿وَإِنْ﴾ في الموضعين بالكسر (٤) على الاستئناف، أو على إضمار القول.

* * *

(١٦٦) - ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾.


(١) في "ك" و"م": (الاكتفاء).
(٢) هي قراءة ابن عامر ونافع. انظر: "التيسير" (ص: ٧٨).
(٣) هي قراءة ابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ٧٨).
(٤) هي قراءة يعقوب وأبي جعفر من العشرة. انظر: "النشر" (٢/ ٢٢٤).