للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: معناه: صومُكم كصومِهم في عددِ الأيام، كما (١) رُوي أنَّ رمضان كُتب على النصارى فوقع في حرٍّ أو بردٍ شديدٍ، فحوَّلوه إلى الربيع وزادوا عليه عشرين [يومًا] كفارةً لتحويله (٢).

وقيل: زادوا ذلك لمُوتان أصابهم (٣).

﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا﴾ ذهب بعضُهم إلى أنَّ كلَّ مرضٍ مبيحٌ للإفطار؛ أخذًا بإطلاق النصِّ (٤)، وبعضُهم إلى أن المراد المرضُ الذي يضرُّه الصوم أو يَعْسُرُ معه؛ لقوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْر﴾ (٥).

﴿أَوْ عَلَى سَفَرٍ﴾ لم يقل: مسافرًا، ليتناولَ مَن دخل بلدةً ومكث (٦) فيها أيامًا لا بنيَّة الإقامة، فإنَّ ما ذُكر يُطلق عليه دون ما تُرك (٧).


(١) (في (ك): "لما".
(٢) انظر: "تفسير البيضاوي" (١/ ١٢٤). قال السيوطي في "نواهد الأبكار" (٢/ ٣٧٣): رواه ابن جرير عن السدي. قلت: رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (٣/ ١٥٤)، وما بين معكوفتين منه. وروي نحوه مرفوعًا، رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥)، والطبراني في "الأوسط" (٨١٨٩)، من طريق الحسن عن دغفل بن حنظلة عن النبي ، لكن قال البخاري: لا يعرف سماع الحسن من دغفل، ولا يعرف لدغفل إدراك النبي . ورواه الطبراني في "الكبير" (٤٢٠٣)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (٨/ ٤٨٦) - ترجمة دغفل - من طريق الحسن عن دغفل قوله.
(٣) انظر: "تفسير البيضاوي" (١/ ١٢٤). والموتان بوزن البطلان: الموت الكثير الوقوع. انظر: "حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي" (٢/ ٢٧٤).
(٤) لم يرد في هذا عن السلف قول يحتج به، ونسب لبعض الشافعية ولا يصح عنهم. انظر ما ذكرناه في تعليقنا على "روح المعاني" (٣/ ١٢٤).
(٥) في هامش (ح) و (د) و (ف) و (م): "فإن فيه دلالة على أن علة الرخصة إرادة اليسر، واليسر في الصوم إذا كان نافعًا للمرض، ولا يسر في الإفطار إذا لم يضره الصوم".
(٦) في (ف) و (ك): "مكث".
(٧) في (د): "تركه". وجاء في هامش (ح) و (د) و (ف): "السفر الذي يبيح الفطر ما يبيح القصر".