للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾ مبتدأٌ خبرُه ﴿الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾، أو: ﴿فَمَنْ شَهِدَ﴾، والفاءُ لوصف المبتدأ بما تضمَّن معنى الشرطِ، وفيه إشعارٌ بأنَّ الإنزال فيه سبب اختصاصه بوجوب (١) الصوم فيه.

أو بدلٌ من ﴿الصِّيَامُ﴾ في قوله: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾، و ﴿الَّذِي أُنْزِلَ﴾ صفتُه أو خبرُ مبتدأ محذوفٍ؛ أي: هو - أو: هي - الأيام المعدودات، وقُرئ بالنصب (٢) بدلًا منها، أو على: صوموا شهرَ رمضان، ولا يجوز أن يكون مفعولَ (أن تصوموا)؛ إذ حينئذ يَلزم الفصلُ بين المعمول وعامله بالخبر.

ورمضانُ (٣) مصدرُ رَمضَ: إذا احترق من الرَّمْضاء، فأُضيف إليه الشهرُ وجُعل علمًا ومُنع الصرفَ للتعريف والألفِ والنون، وسمَّوه بذلك لارْتماضِهم فيه من حرِّ الجوع والظَّمأ (٤)، أو لوقوعه أيامَ رَمَضِ الحرِّ حينما (٥) نقلوا أسماء الشهور عن اللُّغة القديمة.

وقد يُحذف المضاف لأَمْن الإلباس، على ما جاء في الحديث: "مَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنْبه" (٦).


(١) في (ح) و (د): "اختصاص بوجوب"، وفي (ك) و (م): "اختصاص لوجوب"، والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "تفسير البيضاوي" (١/ ١٢٥).
(٢) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ١٢).
(٣) في (ح) و (د): (والرمضان).
(٤) يعني: لأن الصوم فيه عبادة قديمة. انظر: "الكشاف" (١/ ٢٢٧).
(٥) في النسخ عدا (ك): (حيثما)، والمثبت من (ك)، و"تفسير البيضاوي" (١/ ١٢٤)، والعبارة منقولة منه.
(٦) رواه البخاري (٣٧)، ومسلم (٧٥٩)، من حديث أبي هريرة .