للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَالْمَلَائِكَةُ﴾ بالإقرارِ.

﴿وَأُولُو الْعِلْمِ﴾ منَ الثقلَين بالاحتجاج عليها، شُبِّه ذلك في البيانِ والكشفِ بشهادةُ الشاهدِ. والدلالةُ والإقرارُ والاحتجاجُ من أفراد (١) معنىً مجازي هوَ الأمرُ المشبَّهُ بالشهادةِ، لا معانٍ (٢) مجازية ليمتنع الجمعُ بينها في الإرادة.

وإنما لم يعتبَرْ تقديرُ فعلٍ آخرَ ليكونَ الأولُ مجازًا والثاني حقيقةً؛ لأنَّه خلافُ الظاهرِ، معَ الغُنيةِ عنهُ بالمجازِ المستفيضِ.

﴿قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾: بالعدلِ في قسمةِ الأرزاقِ والآجالِ والعقابِ، وتعيين الشرائع والأحكام بين العباد.

وانتصابُهُ على الحال مِن ﴿هُوَ﴾، والعاملُ معنى الجملةِ، أي: تفرَّدَ قائمًا، وهذا أوجَهُ الأوجُهِ؛ لأنهُ أقربُ وأدلُّ على المقصودِ؛ أعني: دخول التعديل تحت الشهادة كالتوحيد، وأوفقُ بما عليه غالب الاستعمال من كون (٣) الحالِ المؤكِّدةِ عَقيبَ الجملةِ الاسميةِ.

وأما انتصابه على المدحِ نكرةً، والمنتصِبُ عنه معرفةٌ، فيمنعُهُ القياسُ، ولم يَرِدْ به الاستعمالُ.

وقرئ: (القائمُ بالقسط) (٤) على البدلِ مِن (هو)، أو الخبرِ لمحذوفٍ (٥).


(١) في (ح) و (د): "إقرار".
(٢) في (م): "معاني".
(٣) قوله: "التعديل تحت الشهادة كالتوحيد وأوفق بما عليه غالب الاستعمال من كون" من (م).
(٤) تنسب لعبد الله بن مسعود . انظر: "تفسير القرطبي" (٥/ ٦٧)، و"البحر" (٥/ ٢٤٩).
(٥) في (ح) و (ف): "المحذوف"، وفي (د): "محذوف".