للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - نزوله وسكناه عند أبي أيوب الأنصاري]

وفي كتاب يحيى عن زيد بن ثابت (١): لمّا نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي أيوب لم يدخل منزل رسول - صلى الله عليه وسلم - هدية أول هدية دخلتُ بها عليه؛ قصعة مثرودة؛ خُبرُ برّ وسمن ولبن فأضعها بين يديه، فقلت: يا رسول الله! أرسلَتْ بهذه القصعة أمّي، فقال: بارك الله فيها، ودعا أصحابه فأكلوا، فلم أرِمِ الباب حتى جاءت قصعة سعد بن عبادة على رأس غلام مغطاة، فأقف على باب أبي أيوب فأكشف غطاءها لأنظر، فرأيت ثريدًا عليه عُراق (٢)، فدخل بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال زيد: فلقد كنا في بنِي مالك بن النجار ما من ليلة إلا على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم منا الثلاثة والأربعة يحملون الطعام ويتناوبون بينهم، حتى تحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بيت أبي أيوب، وكان مقامه فيه سبعة أشهر، وما كانت تخطئه جفنة سعد بن عبادة وجفنة أسعد بن زرارة كل ليلة (٣).


= أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام، وصلّوا والناس نيام تدخلون الجنة بسلام" الصالحي، سبل الهدى والرشاد، ج ٣، ص ٢٧٤.
(١) ابن حجر: تقريب التهذيب (زيد بن ثابت بن الضحاك بن لَوذان الأنصاري النجاري، أبو سعيد وأبو خارجة، صحابي مشهور كتب الوحي، قال مسروق: كان من الراسخين في العلم، مات سنة خمس أو ثمان وأربعين، وقيل بعد الخمسين) (التقريب، ص ١٦٢، رقم الترجمة: ٢١٢٠).
(٢) العراق: هو العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم.
(٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ١، ص ٥٨٩ - ٥٩٠.

<<  <   >  >>