الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فإن للمدينة النبوية مكانةً عظيمة في نفوس المسلمين، فهي دار هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ومهبط الوحي ومأرز الإيمان، وقبلة العلم الأولى في الإسلام، ومسجدها ثاني المساجد .. ، وهو ما استحث الإخباريين والمؤرخين على القيام بتصنيف المؤلفات التي تؤرخ للمدينة على مرِّ عصورها.
وكانت بداية التصنيف في هذا الشأن في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري على يد محمد بن الحسن بن زبالة (ت: ١٩٩ هـ) في كتابه "أخبار المدينة"، ثم تتابعت المؤلفات التاريخية من بعده فظهر كتاب "حرب الأوس والخزرج" وكتاب "وقعة الحرة" لأبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي (ت ٢٠٧ هـ)، وكتاب "الحرات" وكتاب "الأوس والخزرج" لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت ٢١٠ هـ)، ثم مؤلفات أبي الحسن علي بن محمد المدائني (ت ٢٢٨ هـ) منها: "كتاب المدينة"، "قضاة أهل المدينة"، و"حمى المدينة وجبالها وأوديتها"، وكتابا "نسب الأنصار" و "نسب الأوس" لعبد