للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - تحويل القبلة]

وأسند يحيى عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وقف يصلّي انتظر أمر الله في القبلة، وكان يفعل أشياء مما لم يؤمر بها ولم يُنْهَ عنها من فعل أهل الكتاب، قال: فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلّي، فأشار جبريل: يا محمد صلّ إلى البيت، وصلّى جبريل عَلَيْهِ السَّلام إلى البيت، قال: فدار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت، قال: فأنزل الله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} إلى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (١).

قال: فقال المنافقون: حَنّ محمد إلى أرضه وقومه، وقال المشركون: أراد محمد أنْ يجعلنا له قبلة، وأن يجعلنا له وسيلة، وعرف أن ديننا أهدى من دينه. وقالت اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وتركتم قبلة موسى ويعقوب والأنبياء؟ والله ما أنتم إلا تعبثون، وقال المؤمنون: لقد ذهب منا


= ولآخر الحديث شواهد كما تقدمت الإشارة إليه، قال الحافظ ابن حجر في شرحه لفضيلة عمّار ابن ياسر - رضي الله عنه -: (فَائِدَةٌ: رَوَى حَدِيث "تقتل عمارا الفئة الباغية" جماعة من الصحابة: منهم قتادة ابن النعمان كما تقدم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النَّسَائِيّ، وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمّار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم. (فتح الباري، له، ج ١، ص ٥٤٢).
(١) سورة البقرة، آية: ١٤٤

<<  <   >  >>