للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسند ابن زبالة ويحيى عن مجاهد (١)، قال: رآهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يُحمّلون الحجارة على عمّار، وهو يبنِي المسجد، فقال: "ما لهم ولعمّار؟ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّار، وذلك فعل الأشقياء الأشرار" (٢).

وأسنَد يحيى أيضًا: عن أمّ سلمة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يبنون المسجد، فجعل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحملُ كلّ رجل منهم لبِنَة لبِنَةً، وعمّار بن ياسر لبِنَتَين؛ لبِنَة عنه، ولبنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمسح ظهره وقال: "يا ابن سمية لك أجران، وللناس أجر [واحد]، وآخرُ زادِك من الدنيا شُربةٌ من لَبَنٍ، وتَقْتُلُك الْفِئَةُ الْبَاغِيَة" (٣).


(١) مجاهد بن جبر - بفتح الجيم وسكون الموحدة، أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي، ثقة إمام في التفسير وفي العلم، من الثالثة، مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ومائة، وله ثلاث وثمانون (التقريب، ص ٤٥٣، رقم الترجمة: ٦٤٨١).
(٢) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٢. المغانم المطابة المصدر نفسه ج ١، ص ٤١٥. الحديث جاء من طريق ابن زبالة كما ترى، لكنّ لأوله شاهدًا من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في صحيح البخاري، (كتاب الصلاة، باب التعاون في بناء المسجد، رقم: ٤٤٧). وانظر، شرحه: فتح الباري، ج ١، ٥٤٢).
(٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٢. المغانم المطابة، مصدر سابق، ج ١، ص ٤١٤. وقد أخرجه البيهقي في دلائله عن طريق عبد الرزاق عن معمر، بالسند إلى أم سلمة، وفيه مجهولٌ، في باب ما أخبر عنه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عند بناء مسجده، ثم ظهر صدقه بعد وفاته، وفيه وفي أمثاله دلالة ظاهرة على صحة نبوته، (دلائل النبوة للبيهقي، ج ٢،٥٥٠). =

<<  <   >  >>