للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجمع بين الرويات (١).

كما أسنّد يحيى أنّه كان في جوف الأرض - أي: أرض المربد - قبورٌ جاهليةٌ، فأمَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِالقُبُورِ فَنُبِشَتْ، فرمي بعظامها، وأمر بها فغيّبت (٢)، وكان في المربد ماء مستنجل فسيره حتى ذهَب (٣).

[٦ - صلاة أسعد بن زرارة فيه بعد خروج مصعب للنبي صلى الله عليه وسلم]

وفي كتاب يحيى ما يقتضي أنّ أسعد بن زرارة كان قد بنى بهذا المربد مسجدًا قبل مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه قال: حدثنا بكر (٤) ثنا محمد بن عمر (٥)،


(١) وقال الصالحي في الجمع بين الروايات: قال ابن زبالة ويحيى إنهما كانا في حجر أبي أيوب، وقد يجمع باشتراك من ذكر في كونهما في حجورهم، وبانتقال ذلك بعد أسعد بن زرارة إلى من ذكر واحدا بعد واحد. سيما وقد روى محمد بن الحسن المخزومي عن ابن أبي فديك قال: "سمعت بعض أهل العلم يقولون إن أسعد توفي قبل أن يبني رسول الله المسجد، فباعه رسول الله من سهل وسهيل. الصالحي، سبل الهدى والرشاد، ج ٣، ص ٣٤٣.
(٢) أخرج هذا الحديث البخاري في صحيحه في كتاب مناقب الأنصار باب مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، الحديث الثامن رقم: ٣٩٣٢. فتح الباري شرح صحيح البخاري، رقمه: محمد فؤاد عبد الباقي، أخرجه وصححه: محب الدين الخطيب ط ١، (بيروت: الناشر دار المعرفة، ١٩٧٩ م) ج ٧، ٢٦٦. ومسلمٌ في صحيحه: في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، رقم: ٥٢٤، (مع: أبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ط ٢، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، ١٣٩٢) ج ٥، ص ٧.
(٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ١٥.
(٤) تقدم ذكر بكر هذا ضمن شيوخ يحيى العقيقي، وهو ابن أخت الواقدي.
(٥) هو الواقدي صاحب السيرة والمغازي، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته: (محمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي، المدني القاضي، نزيل بغداد، متروك مع سعة علمه، من التاسعة، مات =

<<  <   >  >>