وذرعه تقتضي أن جدار المسجد الشريف في زمنه - صلى الله عليه وسلم - من جهة المشرق لم ينته إلى حائز عمر بن عبد العزيز، بل الحائز بعض ما يليه من المغرب في موضع حجرة عائشة - رضي الله عنها -، وأن جدار حجرة عائشة كان فيما بين الأساطين اللاصقة بجدار القبر الشريف، وبين الأساطين التي بين المقصورة الدائرة على الحجرة الشريفة، وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان قد بنى المسجد أولا وجعله ثلاث أساطين عن يمين المنبر في المغرب، وثلاث أساطين عن يساره في المشرق، وأنّ نهايته من جهة المشرق كانت أولا أسطوان التوبة؛ لأنها تكون في موضع الجدار بعد الأساطين الثلاث، وأنّ مساحة ذلك من المشرق إلى المغرب ثلاثة وستون ذراعًا، وقيل: خمسة وخمسون، وأنَّه زاد فيه بعد ذلك من المشرق والمغرب، ومع ذلك لم تنته زيادته في المشرق إلى موضع حائز عمر بن عبد العزيز، وأنَّه لم يزد فيه من جهة القبلة ولا من جهة الشام (١).
[٥ - ذرع القبر والمسجد]
حدثني يحيى بن حسن عن هارون عن محمد بن يحيى، قال: ذرع المسجد مكسر ثلاثة آلاف ذراع وأربع مائة وأربع وأربعون ذراعًا. وفي المسجد من الأساطين مائتان وسبع وتسعون أسطوانة في جدار القبر من ذلك ثلاث أساطين. وطول المنارة الشرقية الشامية في السماء