اتضح من خلال الروايات المجموعة من المصادر أن يحيى العقيقي كان يساير المنهج المعروف في توثيق مروياته من خلال ذكر الروايات بأسانيدها (١). كما يلاحظ على هذه الأسانيد أن منها ما كان متصلا، ومنها ما كان منقطعًا، ودليل ذلك أن نقولات تلميذ المؤلف الإمام أبي إسحاق الحربي كانت مثبتة الأسانيد. ومثل ذلك نقولات الآجري وابن عساكر والسبكي وابن عبد الهادي، وكذلك كثير من نقولات صاحب تحقيق النصرة. بل وكثير من نقولات السمهودي.
وأما التي حُذفت منها الأسانيد فمن تصرفات الناقلين عنه، وبالأخص السمهودي حيث يحذف الأسانيد يقول عادة: أسند يحيى عن طريق فلان، روى يحيى من طريق هارون بن موسى، أو من طريق ابن زبالة، وغيرهما .. فيتصرف في الأسانيد ما شاء؛ ليُبقي ما شاء ويحذف ما شاء، كُلا أو بعضًا.
فبكل ما تقدم ترجح عند الباحث أنّ منهج يحيى العقيقي في نقل الرواية هو روايتها بأسانيدها، وأنّ السمهودي بالأخص هو الذي تصرف في الأسانيد بالحذف.
(١) ولا يغيب عنا أثر تكوينه كمحدث في عنايته بهذا الجانب.