للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤ - الصُّفّة وأهلها، وتعليق الأقناء لهم بالمسجد الشريف:

أسند يحيى عن فضالة بن عبيد (١)، قال: كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخرّ قومٌ من قامتهم من الخصاصة، حتى يقول الأعرابي: مجانين، وهم أهل الصفة، فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم فوقف عليهم، فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله أحببتم أن تزدادوا فقرًا وحاجة (٢).

وقال يحيى: حدثني هارون بن موسى عن غير واحد من أهل المدينة أنّ الناس أصابتهم في ثمارهم عاهة من العاهات في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما على أحدكم لو بعثَ بِقِنوٍ من نخلة للمساكين، فبعث ذلك الناس، واستعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأقناء معاذ بن جبل، فكان يَمدّ حبلا بين جذعين ويعلّق عليه الأقناء، فرفع الله تلك العاهة، فصارت سُنّةً، ولم تزل الأئمة عليها إلى اليوم" (٣).

وروى يحيى أيضًا عن عاصم بن سويد (٤)، قال: سمعت أبي يقول:


(١) فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس، الأنصاري الأوسي، أول ما شهد أحدا، ثم نزل دمشق، وولي قضاءها، ومات سنة ثمان وخمسين، وقيل: قبلها (التقريب، ص ٣٨١، رقم الترجمة: ٥٣٩٥).
(٢) السمهودي، وفاء الوفاء (ج ٢، ص ٢١٥).
(٣) السمهودي، وفاء الوفاء (ج ٢، ص ٢٢٠ - ٢٢١).
(٤) عاصم بن سويد بن عامر الأنصاري القبائي - بضم القاف، إمام مسجد قباء، مقبول من السابعة التقريب، ص ٢٢٨، رقم الترجمة: ٣٠٦١).

<<  <   >  >>