للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسند يحيى عن الحسن (١)، قال: لمَا قدِم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، قال: "ابنوا لي مسجدًا؛ عريشًا كعريش موسى، ابنوه لنا مِن لبِنٍ" (٢).

وفي الباب الرابع من وفاء الوفاء: أنه لمّا أورَد السمهودي عن طريق ابن زبالة أثرًا عن شهر بن حوشب (٣): (عريش كعريش موسى)، قال عقِبَه: وأسنَدَه يحيى من غير طريقه عن شهر أيضا، بلفظ: لمّا أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يبني المسجد (٤).

واللفظ عند الصالحي هكذا: وروى محمد بن الحسن المخزومي،


(١) المتعارف عند المحدثين أنّه إذا أُطلق: (الحسن) دون أنْ يُنسَب فهو الحسن البصري، في التقريب لابن حجر: (الحسن بن أبي الحسن البصري، واسم أبيه يسار - بالتحتانية والمهملة - الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرا ويدلس. قال البزار: كان يروي عن جماعة لم يسمع منهم فيتجوز ويقول: حدثنا وخطبنا يعني: قومه الذين حُدِّثوا وخُطبوا بالبصرة، هو رأس أهل الطبقة الثالثة، مات سنة عشر ومائة، وقد قارب التسعين) - رقم ترجمته: ١٢٢٧، ص ٩٩ - . فالأمر في السند معنا إما أن يكون العقيقي هو الذي قال: عن الحسن - (المتوفى ١١٠ هـ) - فيكون قد أرسله. وإما أن يكون ذكر سَندَه إليه، إلا أنّ السمهودي عند ذكره للأثر حذفه، فهو محتمل للاثنين. والله تعالى أعلم.
(٢) السمهودي، وفاء الوفا، (ج ٢، ص ١٦).
(٣) قال الحافظ ابن حجر في ترجمة شهر: (شهر بن حوشب الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق كثير الإرسال والأوهام، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة) يعني بعد المائة. (تقريب التهذيب، رقم الترجمة: ٢٨٣٠، ص ٢١٠).
(٤) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ١٦.

<<  <   >  >>