للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو على منبره: "إنّ قدميّ على ترعة من تُرَع الجنة" (١).

وأسند يحيى عن ابن عباس، قال: كنت أرى صفحة خد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليمني في مسجده يتيامن. وعن عروة: كان الزبير بن العوام وأناسٌ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتيامنون ويقولون: إنّ البيت تهامي. قال يحيى: وسمعتُ غير واحد من مشايخنا ممن يُقتدى به يقول: المنبر على القبلة (٢).

وروى يحيى عن ابن أبي الزناد أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجلس على المجلس، ويضع رجليه على الدرجة الثانية، فلما وُلِّي أبو بكر قام على الدرجة الثانية، ووضع رجليه على الدرجة السفلى، فلما وُلّي عمر قام على الدرجة السفلى، ووضع رجليه على الأرض إذا قعد، فلما ولي عثمان فعل ذلك ستّ سنين من خلافته، ثم علا إلى موضع النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ثم قال: قالوا: فلما استخلف معاوية زاد في المنبر، فجعل له ست درجات، وكان عثمان أول من كسا المنبر قبطيَّة (٣). قالوا: فلما قدم معاوية عام حجّ حرّك المنبر، وأراد أن يخرجه إلى الشام، فكسفت الشمس يومئذ، حتى بدت النجوم، فاعتذر معاوية إلى الناس، وقال: أردت أن أنظر إلى ما تحته،


(١) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ١٧١. (ينظر التخريج الثاني قبل هذا).
(٢) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ١٠٢ - ١٠٣.
(٣) القبطيّة: ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء.

<<  <   >  >>