للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمرًا وجهه - وكان إذا غضب احمرّ عِرْقٌ في وجهه - ثم قال: أما بعد ذلكم، فإنّ الله أوحي إلى موسى أن اتخذ مسجدًا طاهرًا لا يسكنه إلا هو وهارون وأبناء هارون شَبَّرُ وشَبِّيرٌ ومُشَبِّرٌ، وإنّ الله أوحي إلَيَّ أنْ اتخذ مسجدًا طاهرًا لا يسكنه إلا أنا وعليّ وأبناء عليّ حسن وحسين، وقد قدمت المدينة، واتخذت بها مسجدًا، وما أردت التحول إليه حتى أُمرت، وما أعلم إلا ما عُلّمت، وما أصنع إلا ما أُمرتُ، وما أعلم إلا ما عُلّمتُ، وما أصنع إلا ما أُمرتُ، فخرجتُ على ناقتي، فلقيني الأنصار يقولون: يا رسول الله انزل علينا، فقلتُ: خلّوا الناقة فإنها مأمورة حتى نزلت حيث بركت، والله ما أنا سددت الأبواب وما أنا فتحتها، وما أنا أسكنت عليًّا، ولكنّ الله أسكنه (١).

وأسنده يحيى عن ابن زبالة بلفظ: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أمرَ بالأبواب فسُدّت إلا باب علي، فقال العباس: يا رسول الله سددت أبوابنا إلا باب علي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها (٢).

وأسند ابن زبالة، ويحيى من طريقه عن عمرو بن سهل (٣) أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بسَدّ الأبواب الشوارع في المسجد، قال له رجل من


(١) السمهودي، وفاء الوفاء (ج ٢، ص ٢٥٦ - ٢٥٨).
(٢) السمهودي، وفاء الوفاء (ج ٢، ص ٢٥٨).
(٣) عمرو بن سهل البصري نزل مكة، ضعفه الدارقطني، وقال في غرائب مالك: أنه مجهول. (لسان الميزان ٤/ ٣٦٦)

<<  <   >  >>