كتب العربية واللغة، والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان سائر الأئمة يتكلمون عن حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة. فسهل ولله الحمد تناول العلم، وأخذ الحفظ يتناقص، فلله الأمر كله".
كان الاهتمام في المدينة على أشده بالعلم الشرعي، وكانت مغازي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما يتعلق بها من أحكام، وتاريخ ومعرفة مكان، داخلة في لب هذا الاهتمام، وبرز في ذلك الفقيه العالم عروة بن الزبير بن العوام القرشي (ت ٩٤ هـ/ ٧٣١ م)، وعكرمة مولى عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - (ت ١٠٥ هـ/ ٧٢٣ م)، وأبان بن عثمان بن عفان (ت ١٠٥/ ٧٢٣ م)، وعاصم بن عمر بن قتادة الأوسي (ت ١٢٠ هـ/ ٧٣٨ م)، ومحمد بن شهاب الزهري (ت ١٢٤ هـ/ ٧٤٢ م).
وأخذ التصنيف في السيرة والمغازي يأخذ نسقًا واضحًا بمغازي موسى ابن عقبة (ت ١٤١/ ٧٥٨ م)، ومحمد بن إسحاق (ت ١٥١ هـ/ ٧٦٨ م).
ثم أصبح التأليف التاريخي أكثر نضجًا عند أبي معشر السندي (ت ١٧٠/ ٧٨٧ م) في كتابه "تاريخ الخلفاء"، ثم تطور الاهتمام بتاريخ المدينة عند ابن أبي ثابت الأعرج (ت ١٩٧ هـ/ ٨١٣ م) وهو أقدم من عني بتاريخ المدينة المنورة، وتبعه محمد بن الحسن بن زبالة (ت ١٩٩ هـ/ ٨١٤ م) في كتابه أخبار المدينة.