للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسُتِر بالقباطي، فلما أصبح دعا وردان البنّاء فقال له: ادخل، فدخل فكشف القاسم بن محمد، فكشف سالم بن عبد الله، فقال عمر: ما لكم؟ فقالوا: ندخل والله معك، قال: فلبث عمر هنيهة ثم قال: والله لا نؤذيهم بكثرتنا اليوم، ادخل يا مزاحم فناولهُ، فقال عمر: يا مزاحم كيف تري قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: متطاطيًا، قال: فكيف ترى قبر الرجلين؟ قال: مرتفعين، قال: أشهد أنّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

وقال الحربي أيضًا: حدثني يحيى، عن زبير، عن محمد بن حسن، عن غير واحد، منهم إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه (٢)، قال: جاف بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - من شرقيه، فجلس عمر بن عبد العزيز ومعه عبد الله بن عبد الله بن عمر فأمروا ابن وردان، فكشفوا عن الأساس فبينما هو يكشفه إذ رفع يده وتنحى، فقام عمر فزعًا، فقال عبد الله: أيها الأمير لا يروعنك، فتانك قدما جدك عمر بن الخطاب، ضاق البيت عنه فحفر له في الأساس. قال ابن وردان غط ما رأيت، ففعل، قال: وباب البيت الذي دفنوا فيه شاميّ (٣).


(١) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٣٦٤ - ٣٦٥.
(٢) محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري، ولي القضاء، قال عنه البخاري: منكر الحديث، وقال النَّسَائِيّ: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف. (لسان الميزان، ج ٧، ص ٣٠٥)، (ميزان الاعتدال، ج ٣، ص ٩٢٨).
(٣) الحربي، المناسك، ص ٣٦٩.

<<  <   >  >>