للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم جاء عصر التابعين، وأخذت تتشكل فيها العلوم الإسلامية وتتبلور، فعلى صعيد الفقه والحديث، اختصت المدينة بالفقهاء السبعة، يقول ابن القيم (ت ٧٥١ هـ) "وكان المفتون بالمدينة من التابعين: ابن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وأبو بكر ابن عبد الرحمن بن حارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود .. " (١). كما ظهر مذهب الإمام مالك (ت ١٧٩) وموطؤه الذي جمع بين كونه كتابا في الفقه والحديث.

أما مدرسة التفسير والقراءات بالمدينة، فتأسست على يد أبي بن كعب وترجمان القرآن عبد الله بن عباس (ت ٦٨ هـ)، ثم تلاهم من التابعين أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي (٢)، ومحمد بن كعب القرظي (ت ١١٧ هـ) (٣)،


(١) ابن القيم، محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي، إعلام الموقعين عن رب العالمين، تحقيق: طه عبد الرؤوف، (بيروت: الناشر: دار الجيل، ١٩٧٣ م) ج ١، ص ٢٣.
(٢) الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: الدكتور بشار عوّاد معروف، ط ١ (تونس: دار الغرب الإسلامي، ٢٠٠٣)، ج ٦، ص ٥٢٩، وسير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، ط ٣ (الناشر: مؤسسة الرسالة، ١٤٠٥ هـ = ١٩٨٥ م) ج ٤، ص ٢٠٧.
(٣) الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، ط ٣ (الناشر: مؤسسة الرسالة، ١٤٠٥ هـ = ١٩٨٥ م) ج ٥، ص ٦٥.

<<  <   >  >>