للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحقه أثر كساد تجارته من الحنطة فلم يزل بها حتى مات (١) وخلق سواه (٢).

وبالرغم من حالة التراجع العلمي والمعرفي التي بدأت تخيم على المدينة مع بدايات القرن الثالث الهجري، فإن ذلك لا يعني انعدام الحركة العلمية كلية بالمدينة، بل ظل لها حضور وإن كان بالطبع ضعيفا إذا قورنت بما كانت عليه في القرنين الأول والثاني من الهجرة.

فعلى صعيد الفقه والحديث ظلت كما أشرنا مدرسة الإمام مالك مستمرة في عطائها حتى منتصف القرن الثالث الهجري كان منهم: إسماعيل ابن أبي أويس (ت ٢٢٧ هـ) (٣)، وكذلك الإمام المحدث إبراهيم بن المنذر


(١) الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، تاريخ بغداد، تحقق: د. بشار عواد معروف، ط ١ (بيروت: دار الغرب الإسلامي، ١٤٢٢ هـ = ٢٠٠٢ م) ج ٤ ص ٥ ترجمة رقم: ١٢٠٣.
(٢) وفد عاصم بن عمر بن قتادة وبشير بن محمد بن عبد الله بن زيد على عمر بن عبد العزيز في خلافته لدين لحقا بهما فقضاه عنهما وأمرهم بالمكوث. انظر: ابن سعد: محمد بن سعد البصري الزهري، الطبقات الكبرى، ط ١ (بيروت: دار صادر، ١٩٦٨ م)، ج ٥، ص ٣٤٩. وكذا ابن شهاب الزهري ترك المدينة واستقر مقامه في دمشق بسبب ضائقة مالية أصابته أيام عبد الملك بن مروان. انظر: الأصبهاني، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، (بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤٠٩ هـ)، ج ٣، ص ٣٦٧.
(٣) الذهبي، سير أعلام النبلاء، مصدر سابق، ج ١٠، ص ٣٩١ - ٣٩٢. والشيرازي، أبو إسحاق الشيرازي، طبقات الفقهاء، المحقق: إحسان عباس، ط ١، ١٩٧٠ م، نشر: دار الرائد العربي، بيروت - لبنان ص ١٤٧.

<<  <   >  >>