للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما عن المسألة الثانية التي تتعلق بالأهمية التاريخية لكتاب "أخبار المدينة" لـ يحيى العقيقي فيعد هذا الكتاب من المصنفات الرائدة التي أرخت للمدينة النبوية، فهو يلي زمنيا كتاب "أخبار المدينة" لابن زبالة، وقد استفاد من مادة هذا الكتاب عدد من المؤرخين حيث صار موردًا أساسيًّا لهم في التأريخ للمدينة، يقول السمهودي: "وابن زبالة ويحيى عُمدةٌ في ذلك، فإنهما أقدَم مَن أرّخ للمدينة .. " (١).

أضف إلى ذلك أنه على الرغم من أن العقيقي جاء تاليا لابن زبالة في التصنيف الأخبار المدينة إلا أنه كان أوثق من ابن زبالة في الروايات، كونه محدثًا ثقة، ولهذا كان السمهودي لكي يعطي رواية ابن زبالة نوعًا من القبول؛ كان يعضدها برواية العقيقي "وابن زبالة وإنْ كان ضعيفًا لكن اعتضد بموافقة يحيى له، وروايته لكلامه من غير تعقب" (٢). وقال في موضع: "روى يحيى من طريق ابن زبالة وهو ضعيفٌ: حدثني محمد بن إسماعيل .. " (٣).


(١) السمهودي، وفاء الوفا، (ج ٢، ص ٥٥).
(٢) المصدر نفسه، (ج ٢، ص ٥٥).
(٣) المصدر نفسه، (ج ٢، ص ٢٨٣).

<<  <   >  >>