للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثا: وعلى هذا المنهج سار الصحابة -رضوان الله عليهم

فكانوا يتلقون من النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أوحاه الله تعالى إليه: قرآنا ناطقا وسنة حادثة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيتعرفون -بذلك- على وحدانية الله تعالى، وعلى صفاته، وعلى نبوته عليه الصلاة والسلام، وعلى المبدأ والمعاد، وكل ما يتصل بأمور العقيدة بخاصة والدين كله بعامة.

فلم يكن عندهم ما يستدلون به على ذلك سوى كتاب الله تعالى، يتلقونه

بالتسليم، فيفهمون معناه، ويلتزمون بما فيه، لا يتنازعون في شيء من ذلك، ولا يتعمقون في البحث الذي لا طائل تحته، وكانوا يرون الجدل في أمور العقيدة مؤديا إلى الانسلاخ من الدين. فلذلك أجمعت كلمتهم على أن القرآن فيه كل الغناء وفيه علم الأولين والآخرين، وأن من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما وقد أدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لا يوحى إليه -كما قال ابن عمر رضي الله عنهما- وما ذاك إلا لأنه جامع لمعاني النبوة١.


١ انظر: "الخطط المقريزية": ٣/ ٩٠٩، ٩١٠، "الموافقات" للشاطبي: ٣/ ٣٧٠، ٣٧١، "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية" للشيخ مصطفى عبد الرازق ص٢٦٩.

<<  <   >  >>