تعالى، وأن إخبار الله عن وجوده هو بذاته برهان هذا الوجود، برهان صحة الإخبار..
ومن ثم لا يقع التناقض أو التصادم أبدا، متى استقام العقل البشري والتزم حدوده!
"وحيثما حاول العقل البشري أن يسلك طريقا غير هذا الطريق، طريق التلقي من المصدر الرباني بدون مقررات سابقة لها فيما يتلقى، والالتزام بمدلول النص متى كانت دلالته اللغوية أو الاصطلاحية محكمة..
نقول: حيثما حاول العقل البشري أن يسلك طريقا غير هذا الطريق، جاء بالخبط والتخليط الذي لم يستقم قط في تاريخ الفكر البشري.. يستوي في الخبط والتخليط تلك الجاهليات الوثنية التي انحرفت عما جاء به الرسل -صلوت الله وسلامه عليهم- والجاهليات اللاهوتية التي أدخلت على الأصل الرباني الإضافات والتأويلات التي اصطنعها العقل البشري -وفق مقولاته الذاتية- أو اقتبسها من الفلسفة, وهي من مقولات هذا العقل أصلا. والجاهليات الفلسفية التي استقل الفكر البشري بصنعها، أو أضاف إليها تأثرات من الديانات السماوية!
"ولقد حدث في تاريخ الفكر والاعتقاد أن أخذ بعض "المعتقدين" لعقيدتهم من الفلسفة، وأن أخذ بعض "الفلاسفة" لفلسفتهم من العقيدة.. وكان من وراء هذا وذلك ظاهرة لم تتخلف قط ... إنه حيثما أخذت الفلسفة من العقيدة أفادت واهتدت إلى بعض جوانب الحقيقة. وحيثما أخذت العقيدة من الفلسفة خسرت وأصيبت بالتخليط والانحراف والتعقيد!
ولا تبدو هذه الظاهرة واضحة كما تبدو في تلك الصورة الكابية المعقدة الكئيبة التي تسمى:"الفلسفة الإسلامية" أو في "علم الكلام".. البعيدة عن طبيعة