الدين: الكذب فيه عمدا، وقد يتأولون ذلك بأنهم يكذبون له لا عليه.
وأما النقص في الدين؛ فيكون برد النصوص والظواهر، ورد حقائقها إلى المجاز من غير طريق قاطعة تدل على ثبوت الموجب للتأويل إلا مجرد التقليد لبعض أهل الكلام في قواعد كلامية, أو فلسفية لم يتفقوا عليها. وأفحش ذلك وأشهره مذهب القرامطة الباطنية في تأويل الأسماء الحسنى كلها، أو نفيها عن الله، على سبيل التنزيه له عنها وتحقيق التوحيد بذلك, ودعوى أن إطلاقها عليه يقتضي التشبيه، وقد غالوا في ذلك وبالغوا حتى قالوا: إنه لا يقال: إنه موجود ولا معدوم، بل قالوا: إنه لا يعبر عنه بالحروف١ ...
و الجهل بأدوات الفهم للنصوص الشرعية:
وذلك أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم بلسان عربي، جارٍ في ألفاظه ومعانيه وأساليبه على لسان العرب، قال الله تعالى:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[الزخرف: ٣] .
ولذلك ينبغي أن يفهم القرآن الكريم -وكذلك السنة النبوية- على مقتضى الأسلوب العربي في الكلام، وإلا فإن المتكلم فيه والمفسر لأحكامه وآياته قد يقع في البدعة والانحراف، عندما يحرف الكلم عن مواضعه بفهمه المخالف لأساليب اللغة العربية وطرائقها؛ كقول الرافضة في قوله تعالى:{فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي}[يوسف: ٨٠] : إن تأويل هذه الآية لم يجئ بعد، ويعنون أن عليا في