للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السحاب، فلا يخرج من خرج من ولده حتى ينادي عليّ من السماء: اخرجوا مع فلان. هذا مع أن الآية كانت في إخوة يوسف -عليه السلام- كما هو معروف من السياق.

وكذلك قول من قال: إن كل شيء فانٍ حتى ذات الباري -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- ما عدا الوجه، بدليل قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: ٨٨] .

وإنما المراد بالوجه هنا غير ما قالوا، فإن للمفسرين فيه تأويلات، والمعنى: كل شيء هالك إلا هو.. وهناك أمثلة لهذا كثيرة ذكرها الشاطبي رحمه الله١.

وأما العوامل والمؤثرات الخارجية التي أدت إلى ظهور البدع، فمن أهمها:

أ- تأثير اللقاء المباشر بأهل الأديان من اليهود والنصارى والمجوس، وقد سبقت الإشارة إلى هذا اللقاء مع آثاره عند الكلام على نشأة علم العقيدة واستقلاله.

وهنا نجد أمثلة كثيرة لتأثير هذا العامل؛ فالشيعة تأثروا كثيرا بفكر عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي أراد أن يقوم بإفساد الدين الإسلامي من الداخل، كما حاول ذلك قبله شاءول مع ديانة عيسى وتم له ما أراد٢.


١ "الاعتصام": ٢/ ٢٩٣-٣٠٤.
٢ انظر: "مذاهب فكرية" ص٩ وما بعدها، "العلمانية.." د. سفر الحوالي ص٢٧ وما بعدها, "المسيحية: نشأتها وتطورها" تأليف شارل جنيبر، ترجمة د. عبد الحليم محمود، ففيها تفصيل لدور شاءول "بولس" في إفساد النصرانية.

<<  <   >  >>