للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وإنا لنرى اليوم في كل مكان عبادة للقديسين والأولياء والمشايخ حول الأضرحة تشبه عبادة العرب الأولين للملائكة -أو تماثيل الملائكة- تقربا إلى الله بزعمهم، وطلبا للشفاعة عنده ... وهم يكذبون على الله بأن هذه العبادة تشفع لهم عنده. وهم يكفرون بهذه العبادة, ويخالفون فيها عن أمر الله الواضح الصريح"١.

ونرى صورة أخرى لذلك عند أولئك الذين يخشون -في دخيلة أنفسهم- غضبة الذين يعظمونهم من ولاة وشيوخ وعظماء، ولا يخشون غضبة الله، والذين يعتقدون فيمن يعظمونهم أنهم أقرب ضرا ونفعا من الله، سواء كانوا ملوكا وعلماء ورؤساء٢!

٣- شرك الشفاعة:

وهذا اللون من الشرك نتيجة لازمة لشرك التقرب، فالذي يعبد الأصنام والأولياء إنما يفعل هذا -كذلك- كي تشفع له عند الله تعالى في التجاوز عن الذنوب والجرائم٣، وفي تحقيق الآمال والوصول إلى الرغبات؛ ظنا منه أن الأصنام أو الأولياء أو غيرهم يملك هذه الشفاعة, ويستحق أن تستجاب شفاعته وطلبه من الله تعالى!

ومن يفعل ذلك فما قدر الله حق قدره؛ لأنه -سبحانه وتعالى- غنيّ عن كل ما سواه، وكل ما سواه فقير إليه ومحتاج لا يملك نفعا ولا ضرا. ولذلك كان هذا العمل شركا, تعالى الله عنه:


١ "في ظلال القرآن" المجلد الخامس ص٣٠٣٧، وانظر: "تفسير ابن كثير": ٧/ ٧٥.
٢ "مقرر التوحيد" ٢/ ٢٨، ٢٩، وزارة المعارف، الرياض.
٣ "النهاية في غريب الحديث والأثر"، لابن الأثير: ٢/ ٤٨٥، وانظر: "مجموع الفتاوى": ١/ ١٢٤.

<<  <   >  >>