للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حد تعبير العلامة المفكر محمد إقبال رحمه الله. ومع أن هذه الفلسفة وسَّعت آفاق النظر العقلي عند مفكري الإسلام, فإنها غشَّت على أبصارهم في فهم القرآن١.

وقام فريق من العلماء المسلمين يزيِّفون آراء الفلاسفة وتهافتهم، ويقيمون صرح التفكير الإسلامي على أسس مغايرة لما حاوله الفلاسفة، وكان نتيجة ذلك كثير من الكتب في الجانب العقائدي.

وليست هذه الفلسفة هي كل ما اتصل به المسلمون وردوا عليه، فهناك أيضا المذاهب الغنوصية الشرقية٢.

يقول الدكتور علي سامي النشار: "وقد قابل الإسلام هذه المذاهب في جميع البلاد التي دخلها بلا استثناء. فقابلها في العراق، وفي إيران، وقابلها في مصر في شكل الأفلاطونية المحدثة.

وقد بدأ غنوص تلك المذاهب يهدم الإسلام منذ قوّض الإسلام عقائد تلك المذاهب وطقوسها القديمة، وكانت من أخطر المذاهب الهدامة التي جالدت الإسلام ... حاربته بالسيف والقلم، وهاجمته بقوة وعنف. على أن هذه الدعوة ما زالت آثارها حتى الآن تتمثل في غلاة الشيعة وفي الإسماعيلية وفي البهائية"٣.


١ "تجديد الفكر الديني في الإسلام" ص٨، ٩. وقد أوضح المقريزي أثر ترجمة كتب الفلسفة على المسلمين فيما نقلناه عنه سابقا في ص٥٧.
٢ "الغنوص" أو "الغنوسيس" كلمة يونانية الأصل معناها: المعرفة, غير أنها أخذت بعد ذلك معنى آخر اصطلاحيا، هو التوصل بنوع من الكشف إلى المعارف العليا. أو هو تذوق تلك المعارف تذوقا مباشرا بأن تلقى في النفس، فلا تستند على الاستدلال أو البرهنة العقلية.
انظر: "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام": ١/ ١٨٦، ١٨٧، "المعجم الفلسفي" ص١٣٣.
٣ "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام": ١/ ٦٢، ٦٣.

<<  <   >  >>