للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واتصل المسلمون بهذه المذاهب وناقشوا أصحابها وردوا عليها، ومن خلال المناقشة والرد كانت تتضح كذلك الجوانب العقدية التي يدعو الإسلام إليها، فنشأت الكتابة في العقيدة الإسلامية.

نتائج وملاحظات:

ومن هذا العرض الموجز للعوامل المؤثرة في نشأة علم العقيدة وتدوينه يمكن أن نقول: إن هذه النشأة كانت "استجابة لضرورة طبيعية ملحة، تمثلت في مشكلات سياسية واجتماعية نجمت في حياة المسلمين، وباتت تهدد باستفحالها المطرد البناء الديني، الذي قام عليه المجتمع الإسلامي. كما تمثلت في تحديات دينية وفلسفية مع الأديان والفلسفات القديمة، باتت تروج بين المسلمين وتهدد بنية العقيدة الإسلامية. فهذه المشكلات والتحديات، دفعت الفكر الإسلامي في سبيل الدفاع عن مرجعيته العقدية إلى أن يتجه إلى معالجة تنظيرية، فكانت نشأة علم العقيدة بمنزلة الاستجابة لتحديات ناجمة من صميم واقع المسلمين"١.

وهذا مما يدعو إلى التأكيد على وجوب الالتفات إلى التحديات الفكرية والعقدية والمشكلات المعاصرة ومناقشتها وبيان ما فيها من خطورة على العقيدة الإسلامية، بدلا من الإغراق في دراسة أمور ومشكلات تاريخية لا وجود لها في حياتنا المعاصرة على الأعم الأغلب.

ونجد أمثلة على هذه الكتابات المعاصرة فيما قدمه الأستاذ سيد قطب -رحمه الله- عن "خصائص التصور الإسلامي ومقوماته" والأستاذ محمد قطب -حفظه الله- في كتبه وبخاصة "مذاهب فكرية معاصرة"، وفي سلسلة الشيخ محمد سرور زين العابدين -حفظه الله- عن "قضايا العصر على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة" ...


١ "في فقه التدين؛ فقها وتنزيلا" للدكتور عبد المجيد النجار: ٢/ ٢٥، ٢٦.

<<  <   >  >>