للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنها أصل الدين والمخالف فيها على خطر عظيم١.

وعلى هذا المعنى الخاص جاء استعمال علماء السلف لكلمة "السنة" عنوانا على جانب العقيدة وأصول الدين فيما كتبوه بيانا للعقيدة الإسلامية ابتداء أو ردا على الفرق المخالفة؛ ليميزوا بين عقيدة أهل السنة وعقيدة أهل البدعة٢، وهو ما نرمي إليه في هذه الفقرة من البحث.

وقد شرح ابن أبي عاصم -رحمه الله- هذا المعنى للسنة, وذكر أهم مباحثها فقال:

"السنة: اسم جامع لمعانٍ كثيرة في الأحكام وغير ذلك. ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة: القول بإثبات القدر، وأن الاستطاعة مع الفعل للفعل، والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره، وكل طاعة من مطيع فبتوفيق الله له، وكل معصية من عاصٍ فبخذلان الله السابق منه وله، والسعيد من سبقت له السعادة، والشقي من سبقت له الشقاوة، والأشياء غير خارجة من مشيئة الله وإرادته، وأفعال العباد من الخير والشر فعل لهم خلق لخالقهم، والقرآن كلام الله تبارك وتعالى، تكلم الله به، ليس بمخلوق، ومن قال: مخلوق -ممن قامت عليه الحجة- فكافر بالله العظيم، ومن قال من قبل أن تقوم عليه الحجة فلا شيء عليه، والإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وإثبات رؤية الله عز وجل، يراه أولياؤه في الآخرة عيانا، كما جاءت الأخبار.

وأبو بكر الصديق أفضل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعده، وهو الخليفة خلافة


١ "جامع العلوم والحكم" ص٢٤٩. وانظر أيضا: "الوصية الكبرى" لابن تيمية ص٦٠ بتحقيقنا، "كشف الأسرار على أصول البزدوي" ١/ ٨، "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين": ١/ ٤١٥.
٢ انظر: "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية": ١٩/ ٣٠٧.

<<  <   >  >>