وجوابه: الكريم أو الفاضل، ونحوهما١. وسؤال فرعون:{وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء: ٢٣] ٢ إما عن الجنس؛ لاعتقاده لجهله بالله تعالى أن لا موجود مستقلا بنفسه سوى الأجسام، كأنه قال: أي أجناس الأجسام هو؟ وعلى هذا جواب موسى -عليه السلام- بالوصف٣؛ للتنبيه على النظر المؤدي إلى معرفته، لكن لما لم يطابق السؤال عند فرعون عجّب الجَهَلَة الذين حوله من قول موسى بقوله لهم:{أَلَا تَسْتَمِعُونَ} ثم لما وجده مصرا على الجواب بالوصف إذ قال في المرة الثانية: {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} استهزأ به وجنّنه بقوله: {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} ، وحين رآهم موسى -عليه السلام- لم يفطنوا لذلك في المرتين، غلّظ عليهم في الثالثة بقوله:{إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} . وإما عن الوصف٤ طمعا في أن يسلك موسى -عليه السلام- في الجواب معه مسلك الحاضرين٥، ولو كانوا هم المسئولين مكانه؛ لشهرته بينهم برب العالمين إلى درجة دعت السحرة إذ عرفوا الحق أن عقّبوا قولهم:{آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[الشعراء: ٤٧] بقولهم: {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} نفيا لاتهامهم أنهم عنوه، ولجهله٦ بحال موسى إذ لم يكن جمعهما