ولقد هم بعض الناس في بعض الجوامع به فقام يدفع في وجهه بعض الحمقى ويقول: إن المساجد لا تكون بيوت نار وقد حدثت أخيرًا أن في بعض البلاد الباردة غير السورية مدافئ كما طلبنا في مساجدها، والله ما يفعل الجهل بأهله والتقول في الدين من المتصولحين وعسى أن يتنبه لهذا الخير أهله ويجعلون المواقد في جهة المسجد الشمالية لتكون خلف المصلين١ والله الموفق والمعين.
١٤- شقاء خدمة المسجد بالتهاون بالجماعات:
يوجد في أغلب المساجد تهاون من قوامة في أداء الصلوات بالجماعة الأولى فترى المنور "الشّعّال" يشعل المصابيح وصلاة المغرب تقام ورأيت في بيت المقدس أيام رحلتي إليها "عام ١٣٢١" من يشعل القناديل مع أذان الفجر ويبقى إلى ما بعده بحصة طويلة.
ومنهم من يشغل نفسه بكناسته ولم قمامته قبيل أذان الظهر بحيث يدخل المصلون ويرون الحرم ملآن من غبار الكناسة وذلك لكي يقال إن كناسه غير مقصر في خدمته وهذه آثاره.
ومنهم من ينادي بالصلاة خارج باب المسجد ويبقى خارجه ويكمل تدخين سيجارته أو يذهب بشئونه.
ومنهم من إذا فرغ من أذانه انعطف على باب المسجد وذهب يغتسل من جنابته في الحمام أو إلى دكانه ومتجره. ومنهم ومنهم. إلخ
وبالجملة فمثل هؤلاء ما راعوا أدب المسجد حق رعايته ولا عرفوا مقام
١ قلت: هذا اقتراح هام، والأخذ به واجب، ولكن الناس لم يأخذوا به مع الأسف بل إنهم ليضعونها بين يدي المصلين، وكثيرًا ما توضع في الصف فتكون سببًا لقطعه. وما يأتي هذا في الغالب إلا من الجهل بالسنة التي ثبت فيها النهي عن الصف بين السواري "العضاضات" والناس عن هذا غافلون. والله المستعان.