للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد يهون العمر إلا ساعة ... وتهون الأرض إلا موضعًا

والثاني: ما كانت جملته مشتملة على نفي أو شبهة؛ نحو: ما تأخر المدعوون للحقل إلا واحدًا هل تأخر المدعون إلا واحدًا١؟.

ومن النفي ما هو معنوي "يفهم من المعنى اللغوي للكلمة، دون وجود لفظ من ألفاظ النفي"، مثل: "يأبى الله إلا أن يتم نوره"، فمعنى "يأبى": لا يريد، ومثل: "قل رجل يقول ذلك"، معنى: "قل" في هذا الأسلوب المسموع، هو: النفي: أي: لا رجل يقول ذلك.

أما "لو" في مثل: لو حضر الضيوف إلا واحدًا، لأكرمتهم فإنه نفي ضمني غير مقصود، فلا ينظر إليه من هذه الناحية، فكأنه غير موجود.

د – الاستثناء المفرغ٢، هو: ما حذف من جملته المستثنى منه، والكلام غير موجب، فلا بد من الأمرين معًا٣ نحو: ما تكلم ... إلا واحد ما شاهدت ... إلا واحدًا، ما ذهبت ... إلا لواحد، والأصل مثلًا قبل الحذف: ما تكلم الناس إلا واحدًا ما شاهدت الناس إلا واحدًا، ما ذهبت للناس إلا واحدًا٤، ثم حذف المستثنى منه؛ فوقع لتغيير بسبب حذفه كالذي في قول الشاعر:

لا يكتم السر إلا كل ذي شرف ... والسر عند كرام الناس مكتوم

والأصل: لا يكتم الناس السر إلا كل ذي شرف ... و ...


١ من النحاة من يرى أن هذا النوع لا تستخدم فيه أدوات الاستثناء الفعلية، إذا كان تامًا، متفصلًا، ورأيه ضعيف يجب إهماله؛ أخذًا بصريح ما جاء في المفصل ج ٢ ص ٧٧ و٧٨، وفي الخضري والصبان، وسيجيء هذا في رقم ١ من هامش ص ٣٥٣.
٢ انظر رقم ٢ من هامش ص ٣١٦ أما سبب التسمية ففي ص ٣٢٢.
٣ و٣ ومن القليل الذي لا يلتفت إليه وقوع التفريغ في الإيجاب، إذا كان المحذوف فضلة حصلت مع حذفه فائدة، لكن هذه القلة لا اعتبار لها، ويجب إهمالها كما نصوا على ذلك راجع الصبان.
٤ يوضح هذا المثال ما يجيء في رقم ٤ من هامش ص ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>