وسبب المنع وقوع التناقض بذكر المعنى مثبتًا أو منفيًا قبل: "إلا" ثم مخالفته بعد: "إلا" وأما قوله تعالى: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً} ، فالقرائن تدل على أن المراد: إن نظن إلا ظننًا عظيمًا، فهو بسبب القرينة مصدر مبين للنوع، وليس مؤكدّا. ويجوز أن يقع "التفريغ" في غير ما سبق منعه؛ فمن التفريغ للمبتدأ قوله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} ، ومن التفريغ للفاعل قول الشاعر: ما المجد زخرف أقوال تطالعه ... لا يدرك المجد إلا كل فعال وللظرف قول الشاعر: لم يضحك الورد إلا حين أعجبه ... حين الرياض، وصوت الطائر الغرد وللجار مع مجروره قول الشاعر: يمدح الخليفة باحتمال التعب لراحة الرعية: بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها ... تنال إلا على جسر من التعب وقول الآخر: ما القرب إلا لمن صحت مودته ... ولم يخنك، وليس القرب للنسب وللنعت بالجملة قول الشاعر: وافيت منزله: فلم أر صاحبًا ... إلا تلقاني بوجه ضاحك ثم انظر "أ" الآتية في "الزيادة والتفصيل" ص ٣٢٦ حيث النوع من التفريغ المشتمل على جملة فعلية قسمية ... ويشبع في الأساليب الأدبية المسموعة، وهو نوع يخالف ما سبق.