للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذ لم يراعوا للكثرة حقها الذي يبيح القياس ١.

وأشهر مواضع الحال الجامدة التي لا تتأول بالمشتق سبعة:

أ– أن تكون الحال الجامدة موصوفة بمشتق٢ أو بشبه ٣ المشتق؛ نحو: "ارتفع السعر قدرًا كبيرًا، وقفت القلعة سدًا حائلًا، تخيل العدو القلعة جبلًا في طريقه، عرفت جبل المقطم حصنًا حول القاهرة.

والنحاة يسمون هذا الحال الموصوفة: "بالحال الموطئة"، "أي: الممهدة" لما بعدها؛ لأنها تمهد الذهن، وتهيئه لما يجيء بعدها من الصفة التي لها الأهمية الأولى دون الحال، فإن الحال غير مقصودة؛ وإنما هي مجرد وسيلة وطريق إلى النعت الذي بعدها، ولهذا يقسم النحاة الحال قسمين:

أحدهما: "الموطئة وتسمى أيضًا: "غير المقصودة"، وهي التي شرحناها.

وثانيهما: "المقصودة مباشرة"؛ وهي المخالفة للسالفة.


١ يقول ابن مالك:
ومصدر منكر حالًا يقع ... بكثرة؛ كبغتة زيد طلع-٦
وسيعاد هذا البيت لمناسبة اخرى في ص ٣٧٦.
٢ يرى كثير من النحاة أن هذه مؤولة بالمشتق أيضًا، وأنه لا وجود لحال جامدة لا تؤول بالمشتق كما سبق في رقم ٣ من هامش ص ٣٦٦، والخلاف شكلي لا أثر له.
٣ شبه المشتق "أو: شبه الوصف" هو الظرف والجار مع مجروره، وإنما كان شبه الجملة شبيها بالمشتق لإمكان تعلق كل منهما بمحذوف مشتق، تقديره: كائن، أو: موجود، أو: حاصل ... ولأن الضمير قد انتقل من المشتق بعد حذفه إلى شبه الجملة "كما سيجيء البيان في رقم ١ من هامش ص ٢٨٢، وفي هامش ص ٤٤٨ م ٨٩".
ويلحق بشبه المشتق هنا ما يسمونه "المؤول بالمشتق" يريدون به: الاسم المختوم بياء النسب كعربي، ومصري و ... إذ يؤولونه بالمنصوب إلى العرب، وإلى مصر ... ، ومن أمثلته هنا قوله تعالى عن القرآن الكريم: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} ... ، فكلمه: "قرآنًا" حال، و"عربيًا" صفة لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>