والحق أن أهل اللغة التي تلزم آخرها الألف لم ينظروا إلى ما يسمى أصل الواو، ولم يعرفوا قلب الحروف، ولا أمثال هذا، وإنما نطقوا عن فطرة وطبيعة، فهم يلزمون آخرها الألف بغير تعليل إلا النطق بها. "ملاحظة": إذا حذف من الاسم الثلاثي أحد أصوله فإن جاءت همزة الوصل عوضًا عن المحذوف لم يصح إرجاعه في التثنية وجمع المؤنث السالم، أما إذا لم تأتِ همزة التعويض فالأجود -وقيل الواجب- إرجاعه. إن كان يرجع عند الإضافة. وتطبيقًا لهذا الحكم ترجع -في الحالتين السالفتين- اللام المحذوفة من الثلاثي، لأنها ترجع عند إضافته، فيقال في: "قاض- شج - أب- أخ - حم -....": قاضيان، شجيان، أبوان، أخوان، حسوان....؛ لأنه يقال في الإضافة: قاضينا، شجينا، أبوه، أخوه، حموه.... وشذ: أبعان وأخان.... أما الذي لا يرجع عند الإضافة فلا يرجع عند التثنية، وجمع المؤنث السالم، نحو: اسم، ابن يد، دم، غد، فم، سنة....، فيقال: اسمان، ابنان، يدان، دمان، غدان، فمان، سنتان. وشذ: فسموان، وفسميان، ومن الضرورة قول الشاعر: فلو أنا على حجر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر اليقين وقول الآخر: يديان بيضاوان عند محلم "محلم، بكسر اللام، اسم رجل" وستجيء إشارة لهذا الضابط عند الكلام على المثنى "في "ح" من ص ١٣٥ وفي آخر رقم ١ من هامش ص ١٦٤". ١ أساس هذه اللغة: مراعاة النقص في تلك الكلمات الثلاث، والاعتداد به، فقد كان آخر كل واحدة منها في الأصل: "الواو" "أبو، أخو، حمو، كما في رقم ٥ من ص ١١١" حذفت الواو تخفيفًا، فلا ترجع عند الإضافة. بل يستغني عنها في كل الأحوال. والحق هنا هو ما قلناه في سابقه، أن التعليل الصحيح هو نطق العرب الفصحاء.