للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان الرابط هو الضمير وحده، أو الواو أو الضمير معًا فالأحسن مجيء "قد".

وتمتنع "قد" مع الماضي الممتنع ربطه بالواو، وقد سبق بيانه كالماضي التالي "إلا" الاستثنائية التي تفيد الإيجاب عند من يمنع ربطه بالواو١، أو الذي بعده: "أو".

العاشر: انقسامها باعتبار جريانها على صاحبها أو عدم جريانها إلى قسمين؛ حقيقية وسببية٢.

فالحقيقية: هي التي تبين هيئة صاحبها مباشرة؛ كالأمثلة التي مرت في أكثر الموضوعات السالفة، ومثل: فزع العصفور من المطر مبتلًا، فكلمة "مبتلًا" حال. تبين هيئة صاحبها نفسه؛ وهو: "العصفور" وقت فزعه، ولا تبين هيئة شيء آخر غير العصفور نفسه، كعشه، أو شجرته، أو صاحبه، أو طيور أخرى ومثل: وقف المصلي خاشعًا، فكلمة: "خاشعًا" حال تبين هيئة صاحبها مباشرة؛ وهو: المصلي، ولا شأن لها بغيره ...

ولا بد أن تطابق الحال الحقيقية٣ صاحبها في التذكير، والتأنيث والإفراد، والتثنية والجمع.

والسببية: هي التي تبين هيئة شيء له اتصال وعلاقة بصاحبها الحقيقي، أي علاقة، دون أن تبين هيئة صاحبها الحقيقي مباشرة؛ مثل: فزع العصفور من


١ انظر ما يختص بهذا في رقم ٢٣ من هامش ص ٣٩٧.
٢ وهذا الموضوع هو الذي سبقت له الإشارة العابرة في رقم١ من هامش ص ٣٨٦، وتفصيل الكلام على صاحب الحال يجيء في ص ٤٠٢.
٣ ما لم يمنع من وجوب المطابقة مانع لغوي، مما سيجيء في موضعه ص ٤٠٦؛ "ولمطابقة الحال لصاحبها موضوع مستقل؛ في ص ٤٠٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>