للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما عاتب الحر الكريم كنفسه١ ... وقولهم:

وما قتل الأحرار كالعفو عنهمو ... ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا؟

أي: مثل العقوبات مثل نفسه مثل العفو؛ فالكاف في الأمثلة السالفة اسم، لحاجة الجملة إلى فاعل، فالكاف فاعل١، مبني على الفتح في محل رفع.

وقد تكون أحيانًا خبرًا لمبتدأ٢؛ كقولهم: من حذرك كمن بشرك ...

وقد تكون مفعولًا به في نحو قول الشاعر:

ولم أر كالمعروف؛ أما مذاقه ... فحلو، وأما وجهه فجميل٣

... ٤

وقد تكون في محل جر في نحو: يبتسم فلان عن كاللؤلؤ المكنون، وهكذا ...

فهي بمعنى: "مثل" في كل ذلك، وفي كل موضع آخر يستوجب المعنى والإعراب أن تكون فيه اسمًا مبنيا٥.


١ في قول الشاعر:
ما عاتب الحر الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح
٢ أو لما أصله المبتدأ، كوقوعها خبرًا للناسخ "ليس" في قول الشاعر:
ليس من قال بالصواب كمن قال ... بجهل؛ والجهل داء عياء
٣ وبعد هذا البيت:
ولا خير في حسن الجسوم وطلوهاإذا لم يزن حسن الجسوم عقول ...
٤ وفي الكلام على معاني "الكاف"، وعلى أنها تستعمل اسمًا بمعنى: "مثل"، وكذلك: "عن" و"على" بدليل دخول "من" عليهما، وهي لا تدخل إلا على الأسماء يقول ابن مالك أولًا:
"شبه" بكاف، وبها "التعليل" قد ... يعنى، وزائدًا لتوكيد ورد
يريد: أن كلمة: "الكاف" تستعم في التشبيه، وأن "التعليل" بها قد يعني "أي: يقصد" وورد هذا الحرف زائدًا للتوكيد، ثم قال:
واستعمل اسمًا، وكذا: "عن" و"على" ... من أجل ذا عليهما "من" دخلا
يريد: أن حرف "الكاف" استعمل اسمًا، وكذلك "عن" و"على"، من أجل استعمالها اسمين دخل عليهما الحرف الجار: "من" وهو لا يدخل إلا على الأسماء كما سبق، في ص ٥١٥.
٥ انظر هامش رقم٣ في الصفحة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>