للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ناهيك١" ... فإنها نكرات "في أغلب حالاتها" وإن أضيفت لمعرفة؛ نحو: غيرك، حسبك، مثلك ...

ومنها: المعطوف على مجرور "رب"، والمعطوف على التمييز المجرور بعد "كم نحو: رب ضيف وأخيه هنا -كم رجل وكتبه رأيت- وسبب ذلك أن المجرور بعد "رب" و "كم" لا يكون إلا نكرة؛ فما عطف عليها فهو نكرة كذلك؛ لأنه في حكم "المعطوف عليه" من ناحية أن عامل الجر فيه هو العامل في المعطوف عليه، فكلا "المعطوف والمعطوف عليه" لا بد أن يكون نكرة، أو في حكم النكرة؛ ليصلح معمولًا للعامل المشترك.

وقيل: إن المعطوف في الحالتين السالفتين يكتسب التعريف من المضاف إليه المعرفة، ولا داعي للتمسك بتنكيره بسبب العامل: "رب" أو "كم"؛ لما تقرر٢ من أن التابع قد يغتفر فيه ما لا يغتفر في المتبوع. وسبق٣ أن الأخذ بهذا الرأي أولى.

ومنها: كلمة: "وحْد" و"جهْد"، و"طاقة" في مثل قولهم: "يحترق الحاسد وحده، ويتمنى جهده أن تزول نعمة المحسود، ويجتهد طاقته أن يلحق به النقائض والعيوب". وهي -في أكثر استعمالاتها- أحوال مؤولة. والحال في أصله لا يكون إلا نكرة، وتأويل تلك الكلمات: "منفردًا"، "جاهدًا"، "مطيقًا"٤.

وإلى هنا انتهى الكلام على "الإضافة المحضة"، من ناحية ما يكسبه المضاف


= هذا، ومن الألفاظ السماعية المتوغلة في الإبهام: شبهك "بكسر فسكون أو بفتح الأول والثاني"، ضربك، تربك، نحوك، ندك؛ وكلها بمعنى: نظيرك في علم أو سن، أو نحوهما، خدنك، بمعنى: صاحبك: "شرعك، قدك، قطك" والثلاثة، بمعنى حسبك. ولا يقاس على هذه الألفاظ غيرها مما لم يرد به السماع. وهناك أمور خاصة تتعلق بالظروف المبهمة وأحكامها سبقت في ج٢ ص٢٠٣ و٧٨ ص٢٣٨ م٧٩، وسيجيء هنا بعض أحكام مناسبة تختص بالمبهم ص٦٦ و٨٠ و٨٧.
١ معناها في مثل: ناهيك السفر ... ، السفر ناهيك عن التطلع لغيره؛ لكفايته. وقد سبق بيان معناها وإعرابها في ج١ ص٣٢٦ م٣٣.
٢ انظر ج١ ص٤٤٤ م٤٨ وج٢ ص٢٦٢ م٨١.
٣ هنا وفي ج١ م٩٠ ص٤٠٥.
٤ سبقت لها الإشارة في ج٢ ص٢٩٧ م٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>