للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والمسمى تلك الحقيقة؛ وهي ذات اللقب، أي: صاحبته١. فمن ذلك قولهم: "لقيته ذات مرة"، والمراد: الزمن المسمى بهذا الاسم الذي هو: مرة. ومثله: "ذات ليلة، ومررت به ذات يوم، وداره ذات الشمال، وسرنا ذا صباح" كل هذا معناه وتقديره: داره شمالًا، وسرنا صباحًا ... ، بالطريق التي ذكرناها. إلا أن في قولنا: ذا صباح، وذات مرة –تفخيما للأمر. "ومن ذلك قول الشاعر:

عزمت على إقامة ذي صباح ... لأمر ما يسود من يسود

المراد: على إقامة صاحب هذا الاسم، وصاحبه هو: صباح؛ فكأنه قال: على إقامة: صباح ...

ومثله قول الكميت:

إليكم ذوي آل النبي تطلعت ... نوازع من قلبي ظماء وألبب٢

فالمراد: يا آل النبي، أي: يا أصحاب هذا الاسم الذي هو آل النبي، ولو قال: "يا آل النبي" لم يكن فيه ما في قوله: "يا ذوي آل النبي" من المدح والتعظيم. وفائدة هذا الأسلوب ظاهرة؛ لأنه لما قال: يا ذوي آل النبي جعلهم أصحاب هذا الاسم؛ وهو آل النبي. ومن كان صاحب هذا الاسم كان ممدوحًا معظمًا لا محالة ...

ومثله قول الأعشى:

فكذَّبوها بما قالت: فصحبهم ... ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا٣

أي: صبحهم الجيش الذي يقال له: آل حسان.

ومثله قول الآخر:


١ بمعنى أنها الذات المختصة به، المرادة منه.
٢ الألبب جمع: لب، والقياس: ألب بالإدغام الذي منع منه ضرورة الشعر".
٣ "يزجي = يسوق. الشرع: كعنب، جمع شرع؛ بكسر فسكون، وهو الثأر والوتر".

<<  <  ج: ص:  >  >>