للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لذلك لا يقال عن الكلمة الواحدة إنها تامة الفائدة، برغم أن لها معنى جزئيًّا لا تسمى "كلمةً" بدونه؛ لأن الفائدة التامة لا تكون بمعنى جزئى واحد.

مما تقدم نعلم أن الكلمة هى: "اللفظة الواحدة التى تتركب من بعض الحروف الهجائية، وتدل على معنى جزئي؛ أيْ: "مفرد"١. فإن لم تدل على معنى عربي وُضِعت لأدائه فليست كلمة، وإنما هي مجرد صوت.

الكلام "أو: الجملة":

هو: "ما تركب من كلمتين أو أكثر، وله معنى مفيد مستقل". مثل: أقبل ضيف. فاز طالب نبيه. لن يهمل عاقل واجبًا ... ٢

فلا بد فى الكلام من أمرين معًا؛ هما: "التركيب"، و"الإفادة المستقلة" فلو قلنا: "أقبلَ" فقط، أو: "فاز" فقط، لم يكن هذا كلامًا؛ لأنه غير مركب. ولو قلنا: أقبلَ صباحًا ... أو: فاز فى يوم الخميس ... أو: لن


١ وهي واحد: "الكلم" وقد يراد منها: "الكلام"، طبقًا للملاحظة الآتية في ص ١٧ واللفظ هو: الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية، تحقيقًا مثل: شمس قمر - كتاب....، أو تقديرًا كالضمير المستتر. "راجع الأشموني الحضري.
٢ "أ"- إذا وقعت الجملة الخبرية صلة الموصول، أو نعتا، أو حالا، أو تابعة لشيء آخر -كجملة الشرط- لا جوابه، فإنها لا تسمى جملة خبرية؛ لأنها تسمى خبرية يحسب أصلها الأول الذي كانت مستقلة فيه. فإذا صارت صلة، أو تابعة لغيرها لم يصح تسميتها: "خبرية"، إذ لا يكون فيها حكم مستقل بالسلب أو الإيجاب، تنفرد به، ويقتصر عليها وحدها. بل هي لذلك لا تسمى: "كلاما" ولا "جملة"، فعدم تسميتها جملة خبرية من باب أولى ... ومثلها الجملة الواقعة خبرًا،.... فلا تسمى واحدة من كل من سبق كلامًا ولا جملة، إذ ليس لها كيان معنوي مستقل.
- كما سيجيء عند الكلام على صلة الموصولة رقم. من هامش ص ٣٧٤ وله إشارة في رقم ٤ من هامش ص ٤٦٦.
"ب"- وكذلك إذا خرجت الجملة عن أصلها الذي شرحناه فصارت علمًا على مسمى معين، فإنها في حالتها الجديدة لا تسمى جملة. ومن هذا بعض الأعلام الشائعة اليوم، مثل: فتح الله، زاد المجد، بهر النور، الحسن كامل،.... فكل واحدة من هذه الألفاظ كانت في أصلها جملة خبرية، ثم صارت بعد التسمية بها نوعًا من اللفظ المفرد لا يدل جزء اللفظ منها على جزء من المعنى الأول، فتحولت مفردة بالوضع
- راجع شرح المفصل جـ ١ ص ١٨ معنى: الكلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>