للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويدخل في نوع المصدر الأصلي المصدر الدال على "المرة١ والهيئة" فوق دلالته على المعنى المجرد، ولكنه لا يذكر إلا مقيدًا بذكر المرة أو الهيئة٢.

ثانيهما: المصدر الميمي٣، وهو: "ما يدل على معنى مجرد، وفي أوله "ميم" زائدة، وليس في آخره ياء مشددة زائدة بعدها تاء تأنيث مربوطة٤"، ومن أمثلته: مطلب، مضيعة، مجلبة، مَعدل ... "بمعنى: طلب، ضياع، جلب، عدول" في قول بعض الحكماء: "ينبغي للعاقل إذا عجز عن إدراك مطلبه ألا يسرف في الهم؛ فإن الإسراف فيه مضيعة للحزم؛ مجلبة لليأس، معدل عن السداد. وإذا ضاع الحزم، وأقبل اليأس، واختفى السداد -فرّت فرص النجاح، وساءت الحياة".

وهو قياسي، ويلازم الإفراد، والراجح أنه لا يعد من المشتقات٥. وسيجيء تفصيل الكلام على طريقة صياغته، وفائدته، وبقية أحكامه الأخرى٦:

ثالثها: المصدر الصناعي؛ -وهو قياسي- ويطلق على: كل لفظ "جامد أو مشتق، اسم أو غير اسم" زيد في آخره حرفان، هما: ياء مشددة، بعدها تاء تأنيث مربوطة؛ ليصير بعد زيادة الحرفين اسمًا دالًا على معنى مجرد لم يكن يدل عليه قبل الزيادة. وهذا المعنى المجرد الجديد هو مجموعة الصفات الخاصة بذلك اللفظ، مثل كلمة: إنسان؛ فإنها اسم، معناه الأصلي: "الحيوان الناطق"


١ سيجيء الكلام عليه في ص٢٢٥.
٢ في ص٢٠٧ تعريف مفيد آخر المصدر.
٣ له بحث مستقل في ص٢٣١.
٤ يسميها بعضهم: "تاء التأنيث"، ويسميها غيرهم: "تاء النقل" من حالة إلى أخرى؛ كالنقل من المذكر للمؤنث، أو من الوصفية "الاشتقاق" إلى الاسمية المحضة ... "كما في مجلة المجمع اللغوي،ج١ ص١٤، وانظر رقم ١ من هامش الصفحة الآتية" والأمران سيان. ولكن التسمية الأولى أشهر وأوضح. وهي بكل أسمائها علامة قاطعة على التأنيث اللفظي "وقد فصلنا هذا في ج٤ م١٦٩ ص٥٤٢ باب: التأنيث، وفي هامشي ص٥٤٦، ٥٤٧".
٥ كما سبق في "ب" هامش ص١٨٢، وكما سيجيء في ص٢٣٤، ٢٣٥ لكن يصح أن يتعلق به شبه الجملة؛ كالشأن في المصادر الأصلية الصريحة.
٦ في ص٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>