للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالكلمة١ قديمًا أو حديثًا وهي مجموعة، وصارت علمًا٢ على مفرد بها، وصارت أعلامًا. فمن أمثلة الأولى المستوفي للشروط "حَمْدون"، "وعَبْدون"، و"خَلْدون"، و"زيدون" أعلام أشخاص معروفة قديمًا وحديثًا.

ومثال الثاني: "عِلِّيُّون". "اسم لأعالي الجنة" المفرد: عِلِّيَ. بمعنى المكان العالي، أو عِلِّية، بمعنى: الغرفة العالية. وهو ملحق بالجمع؛ لأن مفرده غير عاقل.

سادسها: كل اسم من غير الأنواع السابقة يكون لفظه كلفظ الجمع في اشتمال آخره على واو ونون، أو ياء ونون، لا فرق في هذا بين أن يكون نكرة؛ مثل: "يا سَمين" و"زيتون" أو علَمًا مثل: "صِفِّينَ" و"نَصِيينَ" و"فِلَسْطينَ٣"


١ تصح التسمية بجمع المذكر السالم وغيره من الجموع الأخرى للداعي البلاغي الذي قصده العرب في جاهليتهم وإسلامهم من التسمية بتلك الجموع وبالمثنى -كما سبق في "ج" من ص١٢٥- ومن أهم الدواعي: المدح: ويشمل التعظيم، والذم، والتلميح ... ومما يؤيد هذا مجيء واو الجماعة في مخاطبة المولى جل شأنه، كالتي في قوله تعالى حكاية لما يقوله يوم القيامة المعاند الجاحد فضل ربه: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْت} كما يؤيده أن الضمير "نحن" موضوع المتكلم الذي معه غيره، أو للمتكلم وحده إذا أراد تعظيم نفسه.
أما طريقة إعراب المسمى به ففي" أ" من ص١٥٣.
٢ التسمية بجمع المذكر السالم شائعة قديمًا شيوعًا يجعلها قياسية، فلا قوة للرأي الذي يقصرها على السماع.
ولهذا إشارة في رقم١ من هامش ص١٤٨ وفي "أ" من الصفحة الآتية.
٣ وإلى كل هذا يشير ابن مالك بقوله:
وارفع بواو وبيا اجرر وانصب ... سالم جمع عامر، ومذنب
وشبه ذين، وبه عشرونا ... وبابه ألحق، والأهلونا
أولو، وعالمون، عليونا ... وأرضون شذ، والسنونا
وبابه، ومثل حين قد يرد ... ذا الباب وهو عند قوم يطرد
يريد بشبه ذين: ما أشبه: عامرًا من كل علم، مستوف للشروط، وما أشبه كلمة: "مذنب" في أنه صفة مستوفية كذلك. ثم يقول ألحق به عشرون وبابه. والمراد ببابه: أخوات عشرين من العقود العددية التي ذكرناها، وكذلك أهلون، وأولو، وعالمون، وعلييون.
ثم قال: وشذ: أرضون، وباب سنين، وقد أوضحنا المراد من باب "سنين" في رقم٥ من هامش ص١٤٩ وإنما صرح بشذوذ هذين، مع أن جميع ملحقات جمع المذكر السالم شاذة -إلا النوع الخامس، كما سبق- لأن الشذوذ، فيهما أقوى، لفقد كل منهما أكثر الشروط. فكلاهما اسم جنس "وليس علمًا ولا صفة"، وكلاهما مؤنث، وغير عاقل، ولم يسلم مفرده عند الجمع.
ثم بين أن "سنين وبابه" قد يعرب إعراب: "حين" فتلازمه الياء والنون، وتظهر الحركات على النون منونة إلا عند وجود ما يمنع التنوين. وأن من العرب من يجعل هذا الإعراب الخاص بكلمة: "حين" عامًا يشمل كل جمع مذكر سالم، سمي به، ولا يجعله مقصورًا على سنين وبابه. -طبقًا لما في رقم٢٠ من ص١٥٣ ومنهم من يجعله عامًّا شاملًا ما سمي به، وما لم يسم به.

<<  <  ج: ص:  >  >>