للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثل النَّأي والبُعد١ في قول الحطيئة:

أَلا حبذا هندٌ وأَرض بها هندُ ... وهندٌ أَتى من دونها النَّأْي والبعدُ٢


١ ومثل الجملتين الفعليتين: "أقْوى ×"، وأقْفر ×" في قول عنترة:
حُييتّ من طَلَلٍ تقادمَ عهدُه ... أَقْوَى وأَقفرَ بعد أُم الهَيْثَمِ..
٢ فيما سبق من تعريف العطف النسق يقول ابن مالك:
تَالٍ بحرْفٍ مُتْبِع عطْفُ النَّسقْ ... كَاخُصُصْ بِوُدِّ وثَنَاءٍ منْ صَدَقْ
يقول: إنه هو التالي الحرف مُتْبعٍ ما بعده لما قبله، أي: مشترك للثاني مع الأول في الحكم الأعرابي. وساق مثلًا للتشريك في الحكم هو: أخصص من صدق بود وثناء، فحرف العطف هو: الواو، وبالتالي المشارك في الحكم هو: "الثناء". ومعنى:"تال بحرف مُتْبع": أنه تال "تابع" بسبب حرف يُتبع ما بعده لما قبله: فليس منه "أيْ" المفسرة، لأنها لا تتبع ما بعدها لما قبلها إلا على الرأي الذي يعتبرها حرف عطف كالواو، وهو الرأي الكوفي الحسن الذي أشرنا إليه "مفصلًا في رقم ١ من هامش ص٥٥٦". ثم ساق بيتين ضمنهما أكثر حروف العطف التي سنشرحها في المكان الأنسب؛ هما:
فالْعطْفُ مطْلُقًا بِواوٍ –ثمَّ –فا – ... حتَّى –أَم -أَو؛ كَفيكَ صِدقْ ووفَا
وَأْتبعَتْ لَفْظًا فَحسْبُ: بلْ –ولا.. ... لكِنْ؛..................................
ثم عاد الكلام على أحكام الواو فقال:
فاعْطِفْه بِواو سابقًا، أو لاَحِقًا ... في الحُكْم، أَوْ مُصاحِبًا مُوافِقًَا
واخْصُصْ بِها عطف الَّذِي لا يُغْنِي ... متْبُوعُه، كاصْطَفَّ هذَا وابْنِي
واقتصر على ما سبق، ولم يذكر بقية أحكام الواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>