٢ سميت همزة التسوية لوقوعها بعد لفظ: "سواء"، أو "لا أبالي" ... ، أو ما يشبههما في دلالته على أن الجملتين المذكورتين بعده متساويتان في حكم المتكلم أي: في تقديره لأثرهما لا فرق عنده بين أن يتحقق معنى هذه أو معنى تلك؛ إذ لا تفصيل لأحدهما على الآخر؛ فالأمران سيان عنده؛ نحو: لن أتخلف عن عملي: سواء عليّ أكان الجو معتدلًا أم منحرفًا، ونحو: لن يتخلى الشريف عن حريته؛ سواء عليه أيلقى الإعتات والشقاء أم يلقي الإكبار والتقدير: مثل قول الشاعر: أَكُرُّ على الكَتِيبة لا أُبَالِي ... أَحَتْفِي كان فيها أَم سواها "وانظر رقم ٣ من هامش ص٥٨٨ ورقم ٣ من هامش ص٥٩٣" فكلمة: "أم" توسطت بين جملتين معناهما مختلف، وقبلهما "همزة التسوية" التي تدل على أن المعنيين المختلفين منزلتهما واحدة عند المتكلم، وفي تقديره؛ فيتساوى عنده اعتدال الجو وانحرافه، ويتساوى عنده الإعنات والشقاء، والإكبار والتقدير، وكذلك الموت في كتيبة يهجم عليها، أو في غيرها. ومما تجب ملاحظته أنها لا تحتاج إلى جواب محتم، ومن الجائز –لا الواجب– أن يكون لها جواب أحيانًا –كما سيجيء في ص٥٩٤– وأن التسوية مستفادة من كلمة "سواه" أو مما يدل دلالتها؛ مثل: "لا أبالي". وليست مستفادة من الهمزة، وإنما فائدة الهمزة هي تقوية التسوية، وتأكيدها. ويصح الاستغناء عن هذه الهمزة بقرينة تدل عليها –كما سيجيء في ص٥٩٦. ٣ طبقًا للإيضاح الآتي في "ب" من ص٥٨٩. ٤ يجوز حذف "أم المتصلة" مع معطوفها؛ طبقًا للبيان الآتي في ص٦٣٦، كما يجوز حذف المعطوف عليه قبلها، بالإيضاح الذي في ص٦٣٩. ٥ إذا كانت إحدى الجملتين منفية وجب تأخيرها عن "أم" كما سيجيء في رقم ١ من هامش ص٥٩١ وفي ص٥٩٤. ٦ الأداة هنا هي: "الهمزة" في الجملة الأولى، "وأم" في الجملة الثانية.