وقلنا في "ب" ص١٠٦ "وسيجيء أيضًا في ج٣ م٩٧ ص١٧٤ عند الكلام على المضاف إلى ياء المتكلم" أن بعض العرب يقلب ألف المقصور ياء، ويدغمها في ياء المتكلم: فيقول في كلمة: "هدى" عند الإضافة لياء المتكلم: هدى خير الوسائل للسعادة. وفي هذه الصورة يكون معربًا بالياء التي أصلها الألف بدلًا من حركات الإعراب التي كانت مقدرة على الألف، فهو مما ناب فيه حرف عن حركة. ولا يحسن اليوم الأخذ بهذا الرأي. ١ وهي تكتب ياء هنا، وتكتب في مواضع أخرى ألفًا، تبعًا لقواعد الإملاء التي تقضي بأن ألف المقصور الثلاثية إن كان أصلها ياء تكتب ياء، وإن كان أصلها واوا تكتب ألفًا، فلا بد من إرجاع الألف الثلاثية إلى أصلها. أما التي تزيد على ثلاثة فإنها تكتب ياء دائمًا. وسواء أكتبت ألف المقصور ياء أم ألفًا- فإنها في جميع أحوالها تسمى: "ألفًا" ما دام قبلها فتحة. وهذا الرأي هو الشائع اليوم في رسم الحروف. وللكوفيين رأي أخير يجيز كتابة المقصور الثلاثي بالأف أو الياء إن كان الاسم مضموم الأول أو مكسورة.... ولا نتعرض لبيان أن هذا أنسب أم ذاك والسبب ... ولكن الذي لا شك فيه أن قواعد رسم الحروف معقدة مضطربة، في حاجة إلى ضبط وتجديد وتيسير. وهذا من أخص خصائص المجمع اللغوي، لأنه في هذه الناحية يمثل الهيئات العلمية اللغوية مجتمعة، والبلاد العربية كلها. ٢ مع ملاحظة أن الكلمة المقصورة إن كانت ممنوعة من الصرف مثل موسى- على اعتباره ممنوعا من الصرف - فإنها تخضع لأحكام المنع المختلفة.. ومنها الجر بالفتحة المقدرة بدلا من الكسرة المقدرة، إن لم يكن هناك مانع..