للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتح الهمزة مقصورة وممدودة" لاستدعاء المخاطب البعيد١ حسا أو معنى، والذي في حكم البعيد؛ كالنائم، والغافل.

فمثال "يا"١ قول الشاعر في مدح الرسول:

كيف ترقى رقيك الأنبياء ... يا سماء ما طاولتها سماء

ومثال "أيا" قول بعضهم: "أيا متوانيا وأنت سليل العرب الأبطال، لا تنس مجدهم على الأيام". ومن الممكن وضع حرف آخر من الأحرف الباقية موضع "أيا" في هذا المثال.

أما تحديد القرب والبعد فمتروك للعرف الشائع: سواء أكانا حسيين أو معنويين.

ج- "وا" ويستعمل لنداء المندوب٢؛ كقول الشاعر في الرثاء:

وامحسنا ملك النفوس ببره ... وجرى إلى الخيرات سباق الخطا

وقول الآخر:

واحر قلباه ممن قلبه شبم٣

د- وقد تسعمل: "يا" للندبة٤ بشرط وضوح هذا المعنى في السياق. وعدم وقوع لبس فيه؛ كالآية الكريمة التي تحكي قول العاصي يوم القيامة: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} . وقول الشاعر في رثاء الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز:

حملت أمرا عظيما، فاصطبرت له ... وقمت فيه بأمر الله يا عمرا

فإنشاء الشعر بعد موت "عمر" العادل دليل على أن "يا" للندبة.

فإن التبس الأمر بين أن تكون "يا" للندبة أو لا تكون، وجب ترك "يا والاقتصار على: "وا كأن تقول: في ندبة "عمر": وا عمر، ولا يصح مجيء "يا" إذا كان أحد الحاضرين يسمى: عمر٥.


١، ١ انظر "ب" من ص٥.
٢ هو: المتفجع عليه، أو المتوجع منه. فالأول هو الذي يصاب الناس بفجيعة موته. "حقيقة أو حكما" والثاني: هو بلاء أو داء يكون سببا في تألم المتكلم وتوجعه، انظر ص٨٩ حيث الباب الخاص بالندبة.
٣ بارد.
٤ نداء المندوب -كما سيجيء في باب: "الندبة"، ص٨٩.
٥ فيما سبق من حصر أحرف النداء ومواضع استعمالها يقول ابن مالك في باب عنوان: النداء:=

<<  <  ج: ص:  >  >>