للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذف حرف النداء:

أ- يصح حذف حرف النداء "يا" -دون غيره- حذفا لفظيا فقط، مع ملاحظة تقديره. كقول الشاعر في رثاء زعيم وطني شاب١:

زين الشباب وزين طلاب العلا ... هل أنت بالمهج الحزينة داري؟

وقول الآخر:

إنما الأرض والسماء كتاب ... فاقرءوه معاشر الأذكياء

التقدير: يا زين الشباب -يا معاشر الأذكياء.

ب- وهناك مواضع لا يصح فيها حذف الحرف "يا"، أشهرها:

١- المنادي المندوب٢؛ كالأمثلة السالفة.

٢- نداء لفظ الجلالة غير المختوم بالميم المشددة، نحو: يا الله.

٣- المنادى البعيد؛ كقول الشاعر:

يا صادحا يشدو على فنن ... رحماك قد هيجت لي شجني

٤- المنادى النكرة غير المقصودة٣. نحو: يا محسنا لا تكدر إحسانك بالمن.

٥- المنادي المستغاث٤. كقول الشاعر:

يا لقومي لعزة وفخاء ... وسباق إلى المعاني وسبق

٦- المنادى المتعجب منه؛ نحو: يا لفضل الوالدين؛ للتعجب من كثرة فضلها.


وللمنادى الناء، أو كالناء: "يا" ... و: أي - و: آ - كذا: أيا - ثم: هيا
والهمز للداني، و: "وا" لمن ندب ... أو: "يا" وغير "وا" لدى اللبس اجتنب
"التاء= النائي، أي: البعيد. الداني= القريب" سرد أحرف النداء، وبين أن "يا" والأربعة التي بعدها تستعمل للبعيد وما يشبه، وأن الهمزة لنداء القريب، وأن "وا" للمندوب، وكذا: "يا" بشرط أسن اللبس. أما عند اللبس فيجتنب استعمال "يا" في الندبة. وهذا هو المراد من قوله:
وغير "وا" لدى اللبس اجتنب"
أي: اجتنب عند اللبس استعمال حرف في الندبة غير "وا".
١ البيت من قصيدة لحافظ إبراهيم في رثاء مصطفى كامل. الزعيم المصري الوطني المتوفى سنة ١٩٠٨.
٢ كما سيجيء في ص٩١.
٣ سيجيء شرحها في ص٣١ ومنه يعلم أن المنادى بها لا بد أن يكون غير معين ولا مقصود.
٤ من ينادي ليخلص من شدة، أو يساعد في دفعها "وسيجيء للاستغاثة باب خاص، في ص٧٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>