للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقول الشاعر:

يا ليل طل يا نوم زل ... يا صبح قف لا تطلع

وقد يقتضي السبب البلاغي حرف النداء على غير الاسم، كأن يدخل على حرف. أو جملة فعلية، أو اسمية. فمثال دخوله على الحرف قوله تعالى: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي} . وقول الشاعر:

فيا ربما١ بات الفتى وهو آمن ... وأصبح قعد سدت عليه المطالع

ومثال دخوله على الجملة الفعلية:

قل لمن حصل مالا واقتنى ... أقرض الله. فيا نعم المدين

وقول الشاعر:

يا حبذا النيل على ضوء القمر ... وحبذا المساء فيه والسحر

وقول الآخر يخاطب ليلى:

فيا حبذا٢ الأحياء ما دمت حية ... ويا حبذا الأموات ما ضمك القبر

ومثال دخوله على الجملة الاسمية قول شاعرهم٣:

يا لعنة الله والأقوام كلهم ... والصالحين على سمعان من جار

وفي هذه الحالات يكون حرف النداء إما داخلا على منادى محذوف. مناسب للمعنى؛ فيقال في الآية: يا رب. أو يا أصحاب. . . أو نحوهما. وهذا عند من يجيز حذف المنادي، وإما اعتباره حرف تنبيه عند من لا يجيز حذف المنادي. والرأيان مقبولان؛ ولكن الثاني أولى؛ لصلاحه لكل الحالات. ولو لم تستوف الشرط الآتي الذي يتمسك به كثير من النحاة، وهو: عدم حذف المنادى قبل


١ وكقولهم: يا رب متعة ساعة، أورثت حزن أيام.
٢ حبذا: جملة فعلية للمدح العام. وتفصيل الكلام عليها في الباب المناسب؛ وهو باب: ألفاظ المدح والذم - ج٣ م١١٠.
٣ كما جاء في "المغني" ج٢ عند كلامه على الحرف: "يا" وهو داخل هنا على جملة اسمية دعائية، وكما جاء في الهمع أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>