للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَاسْتَمِعُوا لَهُ} ، وقوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} . "فأي وأية" مبنيتان على الضم في محل نصب؛ لأن كلا منهما منادى، نكرة مقصودة. و"ها" حرف تنبيه زائد زيادة لازمه لا تفارقهما١ وكلمتا: "الناس والنفس". "وأشباههما"، نعتان متحركان بحركة مماثلة وجوبا لحركة المنادى، مراعاة لمظهره الشكلي٢ فقط، مع أنه مبني، وهما صفتان معربتان، منصوبتان محلا، لا لفظا٣ "أي: أنهما منصوبتان تبعا لمحل المنادى" بفتحة مقدرة على الآخر، منع من ظهورها ضمة المماثلة للفظ المنادى في صورته الشكلية٤؛ فالضمة التي على آخرهما هي الحركة الطارئة للمشاركة، ولا توصف بإعراب، ولا بناء -كما تقدم٥.

وكما يجب الإتباع بالرفع الشكلي الصوري في صفة "أي وأية" يجب -في


١ ويجوز حذف ألفها وتحريكها إذا لم يقع بعدها اسم إشارة.
٢ لهذا المظهر الشكلي بيان مفيد في ج١ م٧ ص٩٨ موضوع: أنواع الإعراب.
٣ والمازني يجيز في لفظهما النصب أيضا -كما سيجيء في رقم ١ من الهامش التالي، وكذا في أشباههما مما يكون نعت: "أي أو أية" وله ما يؤيده من السماع، ومن بعض القراءات القرآنية -وإن كانت تلك القراءة شاذة- كما صرح بهذا الصبان. وشذوذها لا يمنع محاكاتها بعد أن قرئ بها القرآن.
٤ وقد تكون ضمة المماثلة مقدرة؛ كقول المتنبي:
ترفق أيها المولى عليهم ... فإن الرفق بالجاني عتاب
يريد: يا أيها المولى. ويكون لهذه الضمة المقدرة من الآثار في التوابع وغيرها ما يكون للظاهرة. كما أشرنا.
٥ انظر ص٤٩ وإلى هذه الصورة يشير ابن مالك بقوله السالف:
و"أيها" مصحوب "أل" بعد صفة ... يلزم بالرفع لدى ذي المعرفة
"بعد، الأصل: بعد كلمة: "أيها" يريد: ما كان نعتا مبدوءا بأل بعد كلمة: أيها -يلزم بالرفع، وقتصر عليه. ثم بين بعد ذلك ما يصلح نعتا لأي وأية عند النداء، مقتصرا على اسم الإشارة والموصول:
و"أي هذا" "أيها الذي" ورد ... ووصف أي بسوى هذا يرد
يريد: ورد عن العرب: "أي هذا، وأيها الذي"؛ فالنعت الوارد مقصور على اسم إشارة واسم الموصول المبدوء بأل. ونعت "أي" بغيرهما يرد، أي: يرفض ويستبعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>